أكّدت الأممالمتحدة في جنيف أن زلزال هايتي هو أسوأ الكوارث التي تواجهها المنظّمة في مجال الخدمات اللوجيستية بسبب الانهيار الكامل للحكومة الوطنية والحكومات المحلية في هايتي التي تواجه صعوبات جمّة في عمليات الاغاثة والانقاذ. وقالت الأممالمتحدة إن عمليات الاغاثة هناك أكثر صعوبة من تلك التي بدأت في أعقاب وقوع موجات المدّ المدمّرة (تسونامي) في آسيا في موفى 2004. وأضافت أن مطار هايتي غير صالح والطرق مسدودة، ولم يبق سوى القليل جدا من المباني الاساسية. وسيتوجّه أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون اليوم الى هايتي لتأكيد تضامنه مع ضحايا الزلزال من سكّان هذا البلد وموظفي الأممالمتحدة هناك وتقدير حاجاتهم. وكشفت مصادر في الأممالمتحدة أن بان كي مون اجتمع أمس الاول مع الموظفين الهايتيين في مقرّ المنظمة بنيويورك وأبلغهم بالزيارة. وسيعمل بان على «تقييم الحاجات على صعيد المساعدة الانسانية ومدى فداحة الكارثة». وقالت المنظّمة الدولية إن حصيلة الضحايا بين موظفيها جراء زلزال هايتي ارتفعت الى 37 وفاة مؤكدة فضلا عن 330 مفقودا. وأطلقت الأممالمتحدة حملة لجمع التبرّعات للمتضررين، وقال جون هولمز مسؤول شؤون المساعدات الانسانية في المنظّمة الدولية إن المبلغ المطلوب وهو 562 مليون دولار سيكون كافيا لتوفير المعونات ل 3 ملايين انسان لستّة أشهر. وتواصل فرق الانقاذ محاولاتها المحمومة للبحث عن الناجين تحت أنقاض المباني المدمّرة. وفي الولاياتالمتحدة أعلنت وزارة الأمن الداخلي الامريكية أن واشنطن قرّرت منح اللجوء المؤقت لمواطني هايتي الذين كانوا موجودين داخل أراضيها يوم 12 جانفي الجاري أي يوم وقوع الزلزال. وقد كلّفت الولاياتالمتحدة رسميا لتشغيل مطار بورتوبرانس بموجب اتفاق وقّعته مع حكومة هايتي أمس الأول. وأعلنت القوات الجوية الامريكية أنها سترسل مستشفى عسكريا ونحو 40 طبيبا لتقديم المساعدة العاجلة الى ضحايا الزلزال. وحسب آخر تقديرات حكومة هايتي فإن حصيلة الضحايا قد تبلغ نحو 200 ألف شخص بينما شُرّد نحو مليون ونصف المليون شخص. وردّ رئيس هايتي رينيه ريفال على منتقديه الذين أكّدوا بالقول إن حكومته أظهرت عجزا واضحا عن التعامل مع تداعيات الكارثة. وقد بدأ توزيع المساعدات على المتضرّرين من الزلزال لكن الأممالمتحدة تقول إن الصعوبات اللوجيستية لا تزال شاقة للغاية، مما يحول دون وصول المعونات الى مستحقيها كما ينبغي».