ضربت هزة ارتدادية قوية هايتي ظهر أمس فأثارت هلعا في أوساط السكان الذين هرعوا الى الشوارع بعد أكثر من أسبوع من الزلزال الذي خلّف دمارا واسعا في البلاد ومازالت آثاره بادية رغم جهود آلاف العناصر من فرق الإنقاذ وآلاف الأطنان من المساعدات التي وصلت العاصمة بورتوبرانس وتواجه السلطات وفرق الإغاثة صعوبات جمّة في إيصالها الى من يستحق. فقد أعلن المرصد الجيولوجي الأمريكي أن زلزالا بلغت قوته 6 درجات على مقياس رشتر العالمي المفتوح ضرب هايتي أمس، موضحا أن مكانه حدد على عمق 10 كيلومترات فقط على بعد 59 كيلومترا غرب العاصمة بورتوبرانس. وتأتي هذه الهزة التي أربكت الهايتيين الواقعين أصلا تحت صدمة الزلزال فيما تواصل فرق الانقاذ جهودها، حيث قالت الأممالمتحدة إن هذه الفرق تمكنت من انقاذ 121 شخصا من تحت الانقاض وإن الجهود لا تزال مستمرة لإنقاذ المزيد. وكان آخر من تم انقاذهم عجوز في التاسعة والستين عثر عليها فريق انقاذ مكسيكي تحت أنقاض كنيسة في العاصمة بورتوبرانس. وتم انقاذ فتاة في السادسة والعشرين من تحت أنقاض مخزن تجاري بمساعدة فرق إغاثة من تركيا وفرنسا. وقد ارتفعت حصيلة الضحايا الذين قضوا في الزلزال المدمر الى 75 ألف شخص وفق آخر حصيلة ذكرتها حكومة البلاد، فيما ارتفع عدد المصابين الى 250 ألفا، كما شرّد الزلزال مليون شخص آخرين. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة إن مراكز توزيع لمواد الاغاثة قد أقيمت في مناطق متفرقة من العاصمة وإن قوات من الأممالمتحدة سترافق القوات الأمريكية أثناء توزيع المواد. وأشاد الرئيس الهايتي رينيه بريفال أمس ب«الوصول السريع جدا» للمساعدات لكنه أكد المشكلة تكمن في تنسيق هذه المساعدات المكثفة. وقال بريفال في حديث للإذاعة الفرنسية العامة ان «هناك مشكلة في التنسيق، المساعدة تصل لكننا لسنا مهيئين لاستقبال عندما تصل يقال لنا أين الشاحنات لنقلها، أين المخازن، فالمساعدات تزيد لكن المهم هو تنسيق المساعدة لمعرفة الكميات اللازمة ووقت وكيفية توزيعها». واعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي يشغل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في هايتي أن التعاون بين أمريكا وقوات الأممالمتحدة يرفع من مستوى جهود الإغاثة في البلاد.