سادت حالة من الغضب بورتوبرانس، عاصمة هايتي التي ضربها زلزال مدمّر قبل أيام، حيث أقام هايتيون يائسون حواجز على الطرق بالحجارة والجثث للمطالبة بتسريع جهود الاغاثة رغم مساعي الأممالمتحدة وعدّة دول الى توفير ما يلزم لتجاوز تداعيات هذه الكارثة. وقام الناجون الغاضبون بهذا الاحتجاج بينما بدأت المساعدات الدولية تتدفّق على بورتوبرانس لمساعدة البلد الفقير الذي عصف به الزلزال فسوّى بالأرض منازل ومباني حكومية ودفن عددا لا يحصى من الناس. وبعد مرور 4 أيام على الكارثة يبحث عشرات الآلاف من السكان عن الغذاء والماء ويساعدون في البحث عن أقاربهم الذين مازالوا مفقودين تحت الأنقاض. وقالت شاؤول شوارتز وهو مصوّر لمجلّة «تايم» الأمريكية إنه رأى «حاجزين» على الأقل بالحجارة وجثث قتلى الزلزال على الطرق في وسط المدينة. وقال شوارتز «إنهم بدأوا سدّ الطرق بالجثث، المشهد قبيح، وهم غاضبون لعدم وصول أي معونة إليهم». ووصلت طائرات الى مطار بورتوبرانس محمّلة بالامدادات لكن قدرة الطواقم الارضية على افراغ هذه الحمولات لا تزال ضعيفة. وقيّدت سلطات الطيران الرحلات الجويّة القادمة من المجال الجوي الامريكي خوفا من أن ينفد وقود الطائرات وهي تحلّق في انتظار دورها في الهبوط. ولم تصل بعد المساعدات التي تتدفق على مواطني هايتي الذين يطوفون في شوارع مدمّرة في العاصمة بورتوبرانس في عملية بحث يائسة عن المياه والأغذية والمساعدات الطبية. وحذّر عمّال الاغاثة من أن عدد القتلى سيرتفع كثيرا إذا لم يحصل عشرات الآلاف من الهايتيين المصابين وكثيرا منهم كسرت عظامهم أو أصيبوا بنزيف دم حاد على الاسعافات الاولية خلال 24 ساعة أو نحو ذلك. وقال بول كورمييه الضابط في حرس السواحل الامريكية، وهو عامل اغاثة مؤهل يدير دارا للأيتام في هايتي وساعد 300 شخص منذ كارثة الثلاثاء الماضي إن «الأربع والعشرين ساعة القادمة ستكون حاسمة». واجتاح الناهبون متاجر وفضاءات تجارية محطّمة في منطقة دلماس بالعاصمة وهم يحملون أكياس الأرز وبقايا بعض المتاع الذي يمكن الاستفادة منه دون أن يعترضهم أحد، وأفرغ آخرون عبوات البنزين من الخزّانات المحطّمة. وقال مانويل ديهوك، الذي يمتلك مصنعا في المنطقة إن «رجال الشرطة مشغولون بانقاذ ودفن عائلاتهم، ليس لديهم الوقت لحراسة الشوارع».