منذ اعوام تعرضت الفنانة المرحومة ذكرى محمد الى حملة شرسة جراء كلمة قالتها اعتباطيا فسلخها الاعلام المصري وحمدنا الله كثيرا على أنه لم تصدر في شأنها فتوى من أي دكان هناك تستبيح دمها .. والأغرب ان بعض اعلاميينا ركبوا القطار وهو يسير وركبوا على الحدث وتبنوا موقف الاعلام المصري وزادوا في تشويه صورة فنانتنا الكبيرة وكأنها لم تكن منا ولا يربطنا بها أي رابط .. تذكرت هذه الحادثة وأنا أتابع ما يتعرض له أفضل لاعب في القرن الفارط طارق ذياب من طرف ثلة من الاعلاميين ممن لا يعجبهم العجب وجدوا في أحد تصريحات طارق فرصة ليزيدوا في قطع أوصال الأمة الواحدة .. مدعين شيئا يأتون نقيضه .. حتى وصل العار بأحدهم ان اطلق على طارق اسم طارق «ذباب» وليس طارق ذياب وفي ذلك دلالة قاطعة على مستوى المنتقدين لابننا البار الذي سيبقى اسمه شوكة في حلق كل ناكر للجميل وللحق ونحن على يقين أن هناك في مصر العزيزة علينا أصوات أصيلة ستغلق هذه البالوعة التي يريد بعضهم ان يرمينا فيها خاصة ان ما حدث منذ أيام مع الشقيقة الثالثة الجزائر يكفينا مؤونة كتابة سيناريوهات العبث والرداءة .. كرويا يلتقي منتخبنا اليوم نظيره الغابوني وفي قلبه هدف وحيد هو تحقيق الفوز وافتكاك الطليعة خاصة ان أي نتيجة اخرى لن تغرينا بالانتظار حين نعلم ان المواجهة الثالثة ستكون مع الأسد الكامروني الجريح والراغب في انقاذ كرامته الكروية من ألسنة السوء. الغابون ستخرج علينا وفي جيبها ثلاث نقاط من ذهب أدارت بها رقاب المتابعين .. وفي رأسها راحة بال لا توصف بهزمها الكامرون ومن المنطقي الا ترتعد فرائصها وهي تلاقينا اليوم على أرض أنغولا لأننا بكل بساطة لسنا من أهل الرعب كرويا .. وسلاحنا الوحيد في هذه النهائيات اسمه «القليب» .. لأننا - على عكس أغلب الأفارقة- لا نملك اسماء كبيرة في عالم الاحتراف وهو ما قد يتحول الى عنصر فعال نفاجئ به الخصوم ونتخطّى الدور الأول بسلام. التركيبة التي ظهر بها فوزي البنزرتي في المباراة الودية أمام غمبيا احتاجت الى تغييرات فغير المدرب ما وجب تغييره في مباراة زمبيا التي لاحت بها عديد الإخلالات ولا ندري هل سيكون البنزرتي مرة اخرى أمام حتمية التغيير في الخطة أم في الأسماء فكل ما نعرفه ان مقابلة اليوم هي الأصعب لأنها تضعنا أمام منافس يعرف ماذا يفعل فوق الميدان حتى وان كان يفتقر الى أسماء مرعبة .. ولعل منافسنا الأول سيكون العامل الذهني الذي سيدخل به لاعبونا المباراة وقدرتهم على مغالبة حيثيات وتقلبات اللقاء بعيدا عن كل تهور في ملاحقة الأهداف.. اليوم لا خيار لنا الا الانتظار .. ولا خيار للاعبين الا النصر او العودة الى نقطة الصفر.