كنا نشرنا في عدد يوم الأحد مقالا حول الجنّي الذي حوّل حياة أفراد عائلة تقطن بعميرة الفحول من ولاية المنستير الى جحيم واليوم نعود لنشر تفاصيل أخرى كثيرة تمكنا من الحصول عليها من أحد أقرباء السيد بلقاسم المتهنّي صاحب البيت والذي عاش ويعيش مع العائلة تطور الأحداث لحظة بلحظة وإذ ننقل تفاصيل الواقعة من ألفها الى يائها بكل أمانة فإننا لا نروم من وراء ذلك التأثير على القارئ الذي يبقى أمر تصديقه للخبر من عدمه شأنا خاصا به. شرع الجنّ في مضايقة العائلة من خلال القيام بعدة مشاكسات لم تؤخذ في بداية الأمر على محمل الجدّ وعن هذه المشاكسات قال محدثنا وهو يتنهّد وكأنه لا يريد استرجاع أحداث يصعب على الانسان تصديقها.. ما حصل للعائلة فعل غريب فالزوجة أعدت ذات يوم الطعام ولما كشفت عنه لتوزيعه على زوجها وأبنائها وجدت فوقه كلغ من الملح وهذا الأمر تكرّر في أكثر من مناسبة.. وأعدّت شايا فإذا هو ممزوج بالفلفل الأسود وحين أخفت النقود لم تجدها وحتى إن وجدتها كانت غير صالحة للاستعمال بعد أن تمّ نزع الأرقام عنها.. الأب يشتغل بالاضافة الى عمله كمنظف في الجامع نسّاجا تقليديا وكم مرة وجد نسيجه ممزّقا.. سالمة إبنة صاحب الدار لم تسلم من أذى «الجنّي» فجميع كتبها وأدواتها المدرسية احترقت.. محفظتها اختفت حتى لمجتها كانت لا تعثر عليها رغم إخفائها.. جميع هذه الأحداث وغيرها كان أفراد العائلة يتداولونها في ما بينهم ومع أقاربهم سرّا دون أن يفصحوا بها للغير لكن ما حصل بداية من يوم السبت 9 جانفي الجاري غير موقف الأبوين اللذين عبّرا عن خوفهما من تطور الأحداث بعد أن صارت النيران تشتعل من حين الى آخر في محتويات المنزل بما جعل حياتهم تنقلب رأسا على عقب وتصبح في خطر محدق حينها لم يجدا بدا من الاصداع بالحقيقة التي لم يصدقها أحد وانتشر بذلك الخبر في أرجاء القرية والمدن القريبة منها ليكون محور أحاديث الناس بمختلف الشرائح. النار تشتعل كل يوم الى حدّ كتابة هذه الأسطر والنيران مازالت تشتعل في بيت هذه العائلة، هذا ما استطعنا التأكد منه.. وعن هذه النيران أعلمنا محدثنا أنها تحصل في أوقات متفرّقة من النهار وتتواصل لمدة عشرين دقيقة تقريبا قبل أن يتم إطفاؤها.. النيران اشتعلت في الثياب داخل الدولاب كذلك في الأغطية الصوفية وفي حشايا الأسرة.. لم يترك «الجنّي» زاوية إلا وأضرم فيها النار لقد اضطرّ الأبوان الى نقل ما تبقى من أدباشهما الى منزل الجد ولم يتركا غير سرير يبيتان عليه بعد أن رفضا الاستسلام ومغادرة البيت ومع ذلك تواصلت ألسنة اللّهب ومسّت هذه المرة حبل نشر الغسيل والأبواب والنوافذ لتتواصل معها فصول هذه الحادثة الغريبة التي لن تكون الأخيرة في زمن كثرت فيه الغرائب.