القدس المحتلةلندن (وكالات): نشر مركز (أورشليم) للأبحاث والتوثيق في القدسالمحتلة دراسة استخبارية إسرائيلية تم إعدادها بتعاون مشترك بين شعبة الأبحاث والتحليل في جهاز الاستخبارات ومركز الأبحاث التابع له، وصفتها بعض الدوائر بأنها تجمع بين المعلومة الاستخبارية وتحليل الخبراء والمختصين، وتناولت التحديات والتهديدات التي تواجه إسرائيل في عام 2010. الدوائر المذكورة قالت ان هذه الدراسة تمت مناقشتها في جلسة للطاقم الوزاري السباعي المقلص، كما تسلمت الوزارات المعنية نسخا منها، وتتحدث عن سبعة مخاطر وتحديات ستضطر إسرائيل للتعامل معها في عام 2010. وتقول الدراسة ان العام الجديد هو عام مواجهة المخاطر والتحديات، وتقدم توصيات للمستوى السياسي وأصحاب القرار بشأن طرق وأساليب التعامل مع هذه التحديات التي تشير الدراسة إلى إمكانية تأجيل التعامل مع بعضها، وفق ما نقلته صحيفة القدس العربي اللندنية. النووي الايراني تضع الدراسة الاستخبارية الإسرائيلية الموضوع الإيراني على رأس قائمة التحديات السبعة، التي تواجه إسرائيل في العام الجديد، وتتوقع أن تتخذ القيادة الإسرائيلية ما وصفته بالقرار الصعب إزاء هذا التحدي، مستبعدة أن ينجح الغرب في مساعي إقناع إيران بتغيير موقفها والتعامل بجدية مع العروض الغربية ووقف تطلعات طهران النووية العسكرية. وتتوقع الدراسة أن تصل الإدارة الأمريكية إلى قناعة نهائية بداية شهر فيفري القادم بضرورة تغيير أسلوب التعامل مع إيران وضرورة البدء في حشد التأييد الدولي لغرض المزيد من العقوبات على طهران، والعمل على السيناريوهات البديلة للسيناريوهات الديبلوماسية وفي مقدمتها الخيار العسكري الذي أصبح حسب رأي الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل الخيار الأكثر واقعية. وحول هذا التحدي توصي الدراسة القيادة السياسية بضرورة مواصلة الضغط على الدول الغربية، وبشكل خاص على الولاياتالمتحدة من أجل اتباع أساليب أكثر صرامة مع إيران وإبقاء الخيار العسكري خيارا مطروحا بجدية على الساحة. وانه في حال تجاوزت طهران السقف الزمني المحدد ولم تستجب لدعوات الغرب بوقف مشروعها النووي العسكري، فان العمل الهجومي يبقى آخر الخيارات لإنهاء الأطماع الإيرانية التي ستهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم. وتوصي الدراسة أيضا بدعم خطط استعدادات الجيش الإسرائيلي بأذرعه المختلفة حتى يكون جاهزا للحظة المواجهة، إضافة إلى رفع مستوى التنسيق الاستراتيجي مع واشنطن حول هذه المسألة بالتحديد. لكن الدراسة تحذر من قيام إسرائيل بأي هجوم عسكري على إيران بشكل منفرد، وترى أن الوقت لم يفت بعد لإمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران تؤجل مشروعها النووي لسنوات عديدة قادمة. وتتحدث عن دعم ما أسماه بالعالم الحر وبعض الدول المعتدلة في المنطقة لهذه الخيارات، وترى فيها خيارات معقولة وأكثر واقعية، إلى جانب ضرورة حماية العمق الإسرائيلي واستمرار المناورات التي تجريها قيادة الجبهة الداخلية. وتصف الدراسة شهر جوان القادم بالسقف الذي يجب عدم تجاوزه دون اتضاح الرؤية بشكل نهائي بالنسبة للمسألة الإيرانية، وتوصي بمواصلة الاتصالات والمشاورات والتنسيق مع ما أسماه بدول المسار المتوقع، أي خط ومسار الطيران الإسرائيلي في حال اتخذ قرار بضرب إيران. وتنتقل الدراسة الاستخبارية الى التحدي الثاني، وهو الوضع على حدود إسرائيل الشمالية، وهو متكوّن من شقين: الحدود الشمالية.. الجبهة السورية، والجبهة اللبنانية. سوريا وحزب الله وتقول ان المعطيات المتوفرة لدى الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تشير إلى أن الجبهة السورية، ورغم استقرارها الطويل وهدوئها شبه التام إلا أن بعض الأحداث التي قد تقع في المنطقة عام 2010، وبعض القرارات التي ستضطر إسرائيل لاتخاذها قد تتسبب في تسخين هذه الجبهة، وتصبح الأمور أكثر توترا مقارنة بما كانت عليه في السنوات السابقة. لكن الدراسة لا تستبعد مواصلة بعض الأطراف في المنطقة العمل على إحداث زعزعة في سوريا، وتوصي بضرورة إبقاء القوات العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان في حالة تأهب دائم، مع ضرورة تفادي حدوث توتر في الأوضاع ومنع حدوث أزمات. وحزب الله منذ انتهاء حرب لبنان الثانية يتحرك وفق استراتيجية عسكرية وسياسية تخدم مصالحه على الساحة اللبنانية وارتباطاته الخارجية، وتخشى الدراسة من قيام عناصر متطرفة دخلت لبنان بتنفيذ عمليات صعبة مدوية لن تتحملها إسرائيل، وعندها ستحمل تل أبيب بيروت المسؤولية، وليس مستبعدا عندئذ اشتعال الموقف على الجبهة الشمالية. وتعترف بأن حماس أعادت بناء قوتها، بل وتجاوزت الحد الذي كانت عليه عشية حملة (الرصاص المصبوب)، وتمتلك الحركة اليوم مخزونا كبيرا من القذائف تجاوز العدد الذي كانت تمتلكه عشية الحملة العسكرية من حيث الكمية والنوعية، لكن الشيء الذي يجب الالتفات إليه وتناقشه إسرائيل في لقاءاتها مع بعض الأطراف، وهي لقاءات في غالبيتها أمنية، يتمثل في استغلال بعض العناصر الجهادية العالمية مناطق القطاع للاختباء وإدارة اتصالات لتنفيذ هجمات في ساحات مجاورة.