من لفظ فكره ونور الحياة واستهان بذاته ولم يسع في سنوات طفولته وشبابه بين أروقة وأقسام المدارس ليتلقن أصول التربية ومباهج العلم .. وتاه بين فجوات الضياع والانحراف .. فمن الصعب ان يدركه احساس بقيمة الزمان وقدسية المكان .. عندها يضيع منه صواب الكلام ونبل الأفعال. عشية أول أمس تمكن أعوان الأمن بحفوز من إلقاء القبض على ثلاثة شبان تراوحت اعمارهم بين 19 و 20 سنة وأحالوهم على النيابة العمومية بالقيروان بعد ان وجهت لهم جملة من التهم من بينها السكر واقتحام مؤسسة تربوية والاضرار بأملاك الدولة والاعتداء على الأخلاق الحميدة كما أضيفت لاحدهما تهمتا مسك سلاح أبيض والتهديد به. وبالرجوع الى تفاصيل الحادثة حسب ما جمعناه من معلومات من جهات رسمية ومن شهود عيان فإن ثلاثة شبان قدموا من منطقة مجاورة يوم الاثنين الذي يتزامن مع موعد السوق الأسبوعية لمدينة حفوز وكانوا في حالة سكر واضح. وأثناء مرورهم أمام مؤسسة تربوية قبل بداية الحصص المسائية بقليل .. تلفّظوا بكلمات بذيئة واستفزوا بعض الفتيات اللواتي هرولن واحتمين بسور المدرسة لكن الشبان هموا بملاحقتهن وانهالوا على البوابة الخارجية بالحجارة مما أدى الى تهشيم بلورها وخلق حالة من الاستياء والهلع بين صفوف التلاميذ والاطار الاداري والتربوي وبقية المارة، وقد تم الاستنجاد برجال الأمن الذين حلوا بسرعة بمكان الواقعة وتمكنوا في البداية من القاء القبض على شابين بينما هم الثالث بالفرار وقد استل في الأثناء من بين طيات ثيابه سكينا وأخذ يلوح بها متوعدا ومهددا كل من تخول له نفسه الاقتراب منه .. وكان في حالة هيجان .. ولكن الأعوان لاحقوه وحاصروه بشارع محمد الخامس .. الى أن تمكنوا في الأخير من شل حركته وانتزعوا السلاح الذي كان بحوزته وتم اقتياده مع مرافقيه الى مركز الأمن حيث تم استنطاقهم ووجهت لهم عديد التهم حسب الأفعال المنسوبة اليهم ثم تمت احالتهم في نفس اليوم على النيابة العمومية لتنظر في شأنهم.