بعد سنة كاملة من الغياب على الركح عاد الحنين للمخرج علي الخميري الى الركح.. فكانت العودة من باب المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف.. بمسرحية «شخوص» التي قدمت عرضها الاول على ركح مهرجان الحمامات الدولي منذ أيام قليلة. فكانت المفاجأة السارة والفرصة المناسبة لعودة الانسجام بين الجمهور والمسرح باعتبار ان هذا العرض ضرب على الوتر الحساس وخرج عن المسكوت عنه في مجموعة من الرؤى والأفكار. في هذا العرض زاوج علي الخميري بين فنين، بين الفن الرابع والتمثيل الادمي وبين تقنية الفيديو من خلال توظيف صور انسانية في خدمة موضوع الركح، حتى يضع النقاط على الحروف على مفاهيم وهمية مثل العولمة التي تحولت من نظام اقتصادي وحضاري الى سلطة أحادية في قمع الشعوب واحتلالهم. ولعله من الدال ان تعالج المسرحية قضية مؤلف تتضارب فيه الافكار.. فيتحول من وضع الى وضع. من وضع اليقين الى وضع الشك ومن الرضاء الى توجيه اللوم. الفرصة كانت لعودة علي الخميري للحمامات وللجمهور حتى يستمتع بهذا العرض المتميز.