كل المؤشرات كانت توحي بنجاح عروض «القراءة احتفال» التي نظمها مسرح نجمة الشمال بالعاصمة على امتداد ستة أيام متتالية (من 4 الى 9 أكتوبر 2004).. ركح وأضواء واكسسوارات وموسيقى.. للشاعر ان يختار ما يريد، بل ان يفرض على المخرج المسرحي وصاحب الفضاء نورالدين العاتي ان يهيئ له كل ما يحتاجه خلال ساعة من قراءة الشعر على ركح المسرح... اثنا عشر شاعرا (بمعدل شاعران كل يوم) اعتلوا ركح مسرح نجمة الشمال وتلوا قصائدهم بحضرة جمهور محترم، منهم من فضّل ديكورا بسيطا (مكتبا وضوءا ثابتا...) ومنهم من قدم عرضا مسرحيا شعريا به الكثير من الحركة وموسيقى متنوعة، ومع كل شاعر جلس نورالدين العاتي خلف طاولته الفنية يتصرف في الاضواء والموسيقى بما يتماشى مع وضع الشاعر والنص الذي يقرأه. الشاذلي القرواشي، ليلى المكي، الطيب شلبي، عزالدين بن محمود، فاطمة الشريف، فاطمة بن محمود، جلال الحبيب، عماد الشيحاوي، عمار النميري، سمير العبدلي، يوسف رزوقة، عبد القادر بن سعيد (مهندس التظاهرة).. كلهم مروا من هناك وأمتعوا واستمتعوا... فرصة نادرة أتيحت لكل منهم ليقرأ نصوصه في متسع من الوقت وفي الشكل الذي يريد.. أكاد أجزم ان أغلبهم لم تتح لهم الفرصة بهذا الشكل في مناسبات سابقة... أهم ما في الامر ان النص كان سيد الموقف، وهو أمر نادر الوقوع ففي أغلب الحالات يتوالى على المصدح عدد كبير من الشعراء ويقرأ كل منهم لبضع دقائق فيعسر على المتلقي تذوق الجملة الشعرية التي تضيع في كثرة ما يقال.. فلا يستفيد المتلقي ولا الشاعر الذي لا يجد متسعا من الوقت ليقدم نماذج من نصوصه بالشكل اللائق، ويضيع النص الشعري بين ذا وذاك وهو أخطر ما في الامر الى درجة ان كثير من المهرجانات والملتقيات الادبية أصبحت لا معنى لها. إن ما ما حدث وما سيحدث في فضاء مسرح نجمة الشمال هو البديل لنصرة النص وتمكينه من الفرصة الحقيقية ليثبت وجوده او لينكشف ضعفه وهشاشته لأن الركح على مدى ساعة من الزمن كفيل لتعرية النص وكشف حقيقته. وسيتواصل الاحتفال بالقراءة بفضاء مسرح نجمة الشمال خلال سهرات شهر رمضان ( سهرة) من خلال استضافة اكثر من عشرين شاعرا (بمعدل شاعر كل ليلة) من الساعة التاسعة الى العاشرة مساء.