عبقت نفحات الطرب الاصيل والنغم الجميل مساء الاربعاء الماضي بفضاء «البالاديوم» بالحمامات الجنوبية خلال السهرة الثالثة لمهرجان المدينة بالحمامات الذي يقترحه المركز الثقافي الدولي بالحمامات لعشاق السمر الرمضاني من 22 سبتمبر الى غاية 7 اكتوبر ضمن عروض تونسية ودولية بفضاء دار سبستيان والبالاديوم بالحمامات الجنوبية. السهرة كانت بامضاء مجموعة شيوخ سلاطين الطرب قادمة إلينا مباشرة من حلب الشهباء بسوريا في جولة فنية تقودها الى عدد من مهرجانات مدننا التونسية خلال شهر رمضان المعظم بصفاقس وقفصة ومهرجان تونس الكبرى. الكلمات الراقية والنغمة الحالمة القادمة من الزمن الجميل سحر خاص لسمار الليالي وعشاق السهر والذين قدموا باعداد غفيرة غصت بهم القاعة الأنيقة «البالاديوم» التي تتسع لأكثر من 1200 متفرج. أمام ركح فسيح جلس الجمهور في جوّ رمضاني وأمام طاولات بنيت خصيصا لتشيع في الفضاء مناخا من السمر الرمضاني في كؤوس الشاي و «المحلايات» وبقية المشروبات بل ان تنطلق المجموعة التي يقودها عازف القانون الاستاذ غسان عموري في منتخبات ممتعة من القدود الحلبية والموشحات والادوار « والعتاب» مثل «ابعثلي جواب» و «يا مال الشام» و «ملا الكاسات» و «قدك المياس» و «طلعة البدر المنير» وغيرها... كما غنت المجموعة دور العتاب للهادي الجويني تكريما للأغنية التونسية. وفي ختام السهرة اعتلى الركح صبي عفريت ليبهر الجمهور برقصة الدراويش أو المولوبة واظهر براعة في الحركات والتحكم في الجسد تناغما مع ايقاع الاغنية الصوفية وبعد أغنية أخيرة عاد ليمتع الحاضرين برقصة اخرى مرتديا زي المداحين المصريين وقد عبقت في الفضاء رائحة البخور وتصاعد دخانه متمازجا مع المؤثرات الضوئية والركحية التي جهزت في البالاديوم ولم تنته السهرة الا بالتصفيق الحار وزغردة بعض النسوة لهذا العرض الذي أوفى بوعوده فنيا وجماهيريا وتنظيما. حول تجربة شيوخ سلاطين الطرب يؤكد مدير الفرقة الاستاذ بشير أحمد بيج قائلا: أن الغاية من مواصلة هذا الحلم هو ان تبقى حلب وارثة التاريخ ودرة بلاد الشام ويتارة الشرق يعزف الخلود على أوتارها لحن الايام والزمن الجميل ويضيف بأن للفرقة الشرف في ان تكون أول فرقة سورية زاوجت بين الطرب الحلبي والمالوف التونسي في العديد من حفلاتها في مختلف العالم العربي.. ونحن نعمل كذلك على تخليد أعمال العظماء وعلى التعريف بكل الانماط الموسيقية العربية في حين نلاحظ مثلا اندثار كل الفرق التي تراوح في تسمياتها بين الشيوخ والسلاطين فان هذه المجموعة لا تزال تواصل اصرارها الفني وتطعم رصيدها البشري بأسماء جديدة في كل مرة وبالنجاح نفسه.