تصاعدت أعمال النهب والسلب وبدأت مظاهر الانفلات الأمني والمسلح في بورتوبرانس بعد أسبوع من الزلزال المدمّر الذي ضرب هايتي وسط مخاوف من انتشار الأوبئة خاصة مع تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الناجين وانتشار رائحة الموت وخفوت صوت المستغيثين من تحت الأنقاض. فقد أدى انتشار عمليات السطو على مواد الإغاثة الى إبطاء عمليات توزيع الاغذية والمياه والمواد الطبية واطلاق دوريات للشرطة في شوارع بورتوبرانس النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر لتفريق اللصوص. فوضى... وغضب وتتنامى مشاعر التذمر والغضب لدى عدد كبير من الهايتيين بسبب تأخر وصول المساعدات الدولية وسوء توزيعها في مناطق عديدة خاصة تلك الموجودة خارج العاصمة. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان «حوادث العنف وأعمال النهب في ارتفاع في الوقت الذي تزداد فيه خيبة ا لأمل في صفوف الناجين». وأضاف البيان ان «سكان بورتوبرانس يكافحون الآن فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، فالاعصاب تنهار مع ادراك الناجين الجياع والعطشى هول الخسارة»، مؤكدا ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تضاعف جهودها وتقدّم الطعام والماء والدواء لآلاف المنكوبين». وعبّرت الأممالمتحدة عن قلقها من انتشار أمراض خطيرة مثل التيتانوس والغنغرينا فضلا عن الحصبة والتهاب السحايا وأمراض معدية أخرى». وغادر عدد كبير من سكان بورتوبرانس الى المناطق الريفية فيما قالت الولاياتالمتحدة انها ستسمح للأطفال اليتامى في هايتي بالدخول الى أراضيها بشكل مؤقت حتى يمكنهم تلقّي الرعاية والعلاج. ومع مرور الوقت بدأ اليأس يتسرّب الى نفوس الهايتيين الذين ينتظرون عبثا العثور على بعض من أقربائهم أحياء، حيث أكدت فرق الانقاذ أن أصوات المستغيثين من تحت الانقاض خفتت وأن رائحة الموت انتشرت في كل مكان مما يضاعف من احتمالات ارتفاع عدد القتلى الى رقم مهول قد يصل الى 200 ألف حسب آخر التقديرات. مساعدات جوية وقد بدأت طائرات الجيش الامريكي أمس بإسقاط امدادات المياه والغذاء جوا لإيصال المساعدات بأسرع وقت الى المتضررين من الزلزال، وذلك بعد ان سبق استبعاد استخدام هذه الوسيلة بسبب خطورتها الشديدة. وقالت متحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية الامريكية إن طائرة نقل من طراز «سي 17» تابعة للقوات الجوية الامريكية أسقطت 14500 وجبة غذائية جاهزة للتناول و15 ألف لتر من مياه الشرب على منطقة قطرها 8 كيلومترات شمال شرق العاصمة بورتوبرانس. وكان وزير في الحكومة الهايتية أعلن أمس الاول أن حوالي 105 آلاف وجبة غذائية وزّعت على السكان الهايتيين المتضررين من زلزال الاسبوع الماضي. وقال الوزير إن السلطات بصدد بناء أماكن لاستقبال ما بين 100 و150 ألف مشرّد، مشيرا الى توزيع 20 ألف خيمة أمس ومثلها أمس الاول. وذكر الجيش الامريكي أمس انه يأمل في فتح ميناء هايتي الرئيسي خلال يومين او ثلاثة لاستقبال شحنات الإغاثة وتوزيعها على الناجين. وأعلن مصدر حكومي برازيلي ان الرئيس الامريكي باراك أوباما اتصل بنظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا داسيلفا واقترح عليه ان يعمل البلدان مع كندا لتنسيق مساعدات المانحين الى هايتي. وأكد الجيش البرازيلي أنه يملك الوسائل لمضاعفة عدد جنوده في هايتي. و قد وافق مجلس الأمن الليلة الماضية على طلب نشر مزيد من قوات الشرطة والجيش لتعزيز بعثة الأممالمتحدة في هايتي ولتوفير مزيد من الأمن والمساعدة في عمليات الإغاثة.