لم يكن أحد يتوقع ظهور منتخب النسور الخضر بهذا الوجه الشاحب، فبعد الانهيار أمام المنتخب المصري والفوز «المسروق» من البينين ها هي نيجيريا تستجدي فوزا ليس بالسهل من منتخب موزمبيقي يملك عوامل ومقومات إحداث المفاجأة. هي إذا فرصة أخيرة وخيار وحيد أمام نيجيريا وهو الفوز ولا شيء غيره من أجل الترشح المدرب أمادو شعيبو بات رأسه قريبا من المصقلة وازدادت الضغوط من حوله بعد أخطاء تكتيكية فادحة في المباراة الأولى عالجها في الثانية بإقحام أوسازي منذ البداية ورغم تحقيق الفوز إلا أن المردود لم يكن مقنعا، وقد ازدادت متاعب هذا المنتخب بعد تأكد غياب قائده وقلب الدفاع جوزيف يوبو بسبب الإصابة وهذا ما يحتم على المدرب إقحام يوسف محمد في المحور إلى جانب نوانيري، أما خط الوسط فهو يعاني من غياب صانع ألعاب وقد يجازف المدرب بإقحام كانو منذ البداية في حين أن الهجوم يتطلب مراجعة وقد يعود كالو أوتشي أساسيا إلى جانب أوسازي لأن المنتخب النيجيري سيكون أمام حتمية الفوز أو الوداع المبكر. من جهته لن يكون المنتخب الموزمبيقي لقمة سائغة والسبب هو ما أظهره هذا المنتخب من إمكانات محترمة مكنته من العودة من بعيد ضد البينين ومن إحراج المصريين زملاء تيكو تيكو يملكون الفنيات بشهادة الجميع ويلعبون بشكل متجانس مع وجود الجرأة وعدم الانكماش الدفاعي كما أنهم سبق وأن أزعجوا النثجيريين في التصفيات وهم يعرفون جيدا من أين تؤكل كتف منافسهم ولن يخفى هذا عن المدرب الداهية مارتن نويدج وهي كلها مؤشرات تصب في خانة حصول مفاجأة محتملة خاصة مع جاهزية داريو مونتيرو وجوسيمار وفومو إلى جانب صلابة المدافع مكسير غير أن سذاجة الموزمبيقيين وسوء تعاملهم مع الكم الهائل من الفرص المتاحة أمامهم وإهدارها بشكل غريب، قد يحد من قدرتهم على الصمود وقد يجدون أنفسهم خارج اللعبة. محمد الهمامي تحت مجهر العربي الزواوي: الهجومات المعاكسة قد تقلق المنتخب النيجيري يعتقد المدرب العربي الزواوي أن المنتخب النيجيري قادر على القفز على آلامه بعد هزيمته ضد نظيره المصري في لقائه اليوم ضد الموزمبيق رغم سذاجته التكتيكية. يقول مدرب النادي البنزرتي: «كلا المنتخبين لن يكون له من خيار سوىالفوز بعد عثرته خلال لقاءيهما الفارطين وهو ما يجعلنا ننتظر مباراة مفتوحة من الجانبي. ففي خصوص المنتخب النيجيري، فإنه سيسعى الى تأكيد سمعته كمنتخب مترشح الى نهائيات كأس العالم. وفي الطرف المقابل، فإن الموزمبيق سيعمل على تأكيد سمعته كأحد المنتخبات الصاعدة في القارة السمراء كما سيسعى الى تضميد جراحه على حساب أحد أبرز منتخبات الدورة. وعن نقاط قوة وضعف المنتخبين أجاب: «تستمد نيجيريا قوتها من مهاراتها الفردية على حساب الجانب التكتيكي فيما يعتمد منافسها على اللعب المكثف (bloc) وتكمن نقطة ضعفه في فقدان لاعبيه التركيز أحيانا في اللحظات الحاسمة وأعتقد أن الموزمبيق إذا ما ضيق المساحات على المنتخب النيجيري سوف يجد هذا الاخير صعوبات جمة في التصرف في الكرة وبناء هجماته كما أن النيجيريين مدعوون الى الحذر والاحتياط من الهجومات المعاكسة لمنافسهم وحسب رأيي فإن المنتخب النيجيري أقرب الى الفوز.