رغم أن الأنظار متجهة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا... إلا أن التحكيم يبقى مستقطبا اهتمام أندية الرابطة المحترفة الثانية والرابطات الأخرى التي لم يتوقف نشاطها وخاصة حين بدأت عملية التعيينات السرية أو ما سُميت بذلك والتي لا تؤكد إلا انعدام الثقة في حكامنا من جهة وتعسير مهامهم على أكثر المستويات بما في ذلك النقل وغيرها.. على غرار ما حصل للحكم الشاب هيثم الفالح من رابطة الجنوب بقفصة والذي لم يتم إعلامه حسب طرف قريب جدا منه إلا في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم المباراة على أن يتحول إلى منزل بورقيبة لإدارة اللقاء الذي سيجمع الملعب الإفريقي المحلي بمستقبل قابس... والمعروف أن المسافة بين قفصة ومنزل بورقيبة تتجاوز (450) كلم وتتطلب من الوقت بعد الترتيبات والتنسيق مع المساعدين أكثر من ست ساعات كاملة للوصول إلى منزل بورقيبة.. ومع ذلك فقد كان الحكم الفالح في الموعد بفضل امتلاكه لسيارة واستعداده للتحول إلى أي ملعب متى وصلته المكالمة الهاتفية... كما أنه نجح في إدارة اللقاء الذي بدأ متأخرا عن بقية المواعيد الأخرى وذلك بشهادة أبناء منزل بورقيبة أنفسهم والفريق الضيف والمراقب مراد الدعمي... السؤال الذي يفرض نفسه هو: ماذا لو كان الحكم هيثم الفالح ممتلكا لسيارة... ثم لماذا تم اختيار منزل بورقيبة له كمدينة بعيدة وليس لمباراة إذا تم إشعاره بشكل سري في حدود الساعة العاشرة والحال أنه من مدينة قفصة... وكان من المفروض أن يدير مباراة أخرى تكون مدينتها أقرب من منزل بورقيبة؟ أم أن «السرية» تعني تعسير المهام والبعثرة واللخبطة؟ حكم معاقب جهويا... ومحظوظ وطنيا!؟ دائما مع «السرية» حيث تم إعلام الحكم بوجزة المعروف عنه أنه ينشط بفرنسا ويتدرب هناك ويدير المباريات هنا في تونس... على الحضور وكان في الموعد ليدير لقاء أولمبيك الكاف والأهلي الماطري والحال أن الأمر أصبح يثير الاستغراب وحتى التشكيك في التعيينات السرية باعتبار أنه وحتى إن كان بوجزة يمتلك طائرة خاصة فإنه لا يستطيع الحضور في الموعد لإدارة اللقاء إذا تم إشعاره صبيحة المباراة أو حتى قبلها.. ولكنه وبحضوره يؤكد أن التعيين لم يكن سريا بالمرة بقدر ما كان فيه «أكثر من واو» خاصة أن بوجزة معاقب من الرابطة الجهوية بالوسط التي يتبعها إثر تهكمه على رئيس لجنة التحكيم الجهوية عبد الكريم أيوب ومن المفروض ألا يعود له التعيين إلا بعد 16 فيفري بحكم أن مدة العقوبة شهران كاملان (16 ديسمبر 16 فيفري).. فمن وراء هذا التجاوز.. ولماذا؟ ومتى يتكامل عمل الهياكل الوطنية مع الهياكل الجهوية في جامعة كرة القدم.. أم أن العلاقات الأخرى تتجاوز كل ذلك... ليبقى التحكيم على حاله؟