تستعد مدينة قليبية لاحتضان مدينة سياحية ضخمة بمواصفات عالمية تتضمن مختلف مرافق الحياة السياحية من إقامات وفضاءات تنشيط وميناء بحري، كما ينتظر أن توفر قرابة 6500 موطن شغل في الجهة مما يجعل منها محركا اقتصاديا ضخما. ورغم الأزمة المالية العالمية التي جعلت العديد من المتابعين يتوقعون تعطل تقدم هذا المشروع، فقد نجح المشرفون عليه وهي مؤسسة عقارية تونسية في اجتذاب رؤوس أموال ايطالية كبيرة لمواصلة انجازه، خصوصا بعد أن حصل منذ بضعة أيام على جائزة «النجوم الخضراء الخمس الخضراء» في صالون متخصص في السياحة والسفر في مونتي كارلو لما فيه من محافظة على البيئة والمعمار المحلي. أسعار تقع هذه المدينة التي سميت «قليبيةالبيضاء» على بعد كيلومترين شمال ميناء الصيد، وتحت حصن قليبية، في شاطئ المنصورة الشهير، وهي مجمع سياحي يتضمن في الجملة أكثر من 3 آلاف سرير، على مساحة 50 هكتارا. كما تتكون من ثلاث محطات سياحية مندمجة، تتمثل في ثلاث وحدات فندقية هي مجمع سكني يتكون من قرابة 300 شقة و140 فيلا فاخرة وثلاثة مراكز تنشيط سياحي، بالاضافة الى ميناء يخوت بمحاذاة ميناء الصيد القديم. كما تتوفر هذه المدينة على كل الرياضات البحرية والارضية ومطاعم من كل ثقافات العالم، ومراكز عمل وفق أحدث المواصفات العالمية. أما الإقامات والفيلات فهي ذات مواصفات معمارية تنافس أشهر الاقامات العالمية، على مستوى المعمار والفخامة حتى أن أسعارها تبدو خيالية مقارنة بأسعار الإقامات غير السياحية اذ تتراوح بين 400 ألف و650 ألف أورو أي بين 700 ألف و1100 ألف دينار تونسي. وبلغت كلفة المشروع 210 مليارات مليم وسوف يوفر 1800 شغل مباشر و4500 غير مباشرة. البيئة ومنذ بداية الحديث عن هذا المشروع برزت مخاوف حول تأثيره على البيئة في منطقة كانت «شبه عذراء» تمثل كنزا طبيعيا ومتنفسا للجهة. غير ان أصحاب المشروع قدموا ما يفيد تقيدهم بالمواصفات البيئية العالمية وذلك بالتعويل على الطاقات البديلة مثل الرياح والشمس لتوليد الطاقة النظيفة مع احترام كبير للطبيعة الغابية والبحرية، حتى أن السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة أدى في نهاية الصيف الماضي زيارة عمل تفقد فيها مراحل المشروع ومكوناته. وعندما عرض المشروع على منظمات دولية متخصصة حصل على عدة جوائز وشهادات تقدير كان آخرها في مدينة مونتي كارلو حيث نال جائزة «النجوم الخضراء الخمس» ضمن صالون متخصص في السياحة حضره أكثر من 44 عارضا. ورغم الأزمة المالية التي هزت عالم الاستثمار، فقد نجح المستثمرون التونسيون في الحصول على تمويلات كبيرة أهمها من رجل الأعمال الايطالي جيان روسي، ليبدو مستقبل هذه المدينة السياحية مشرقا في قلب المتوسط ومرمى البصر من صقلية.