طلبتم تربصا بالخليج فكان لكم ذلك وقبله كان لكم الاستجمام بمرسى القنطاوي ولو أردتم الصين واليابان وأقصى بقاع الدنيا لتوفر لكم كل ما ترغبون فيه وما تريدون، تلقينا منكم صفعة لم تندمل جراحها بعد حين تركتم الموزمبيق الذي يعد مقارنة بتاريخنا الكروي واحدا من الذين بدأوا يتعلمون أبجديات الكرة يزيحنا من نهائيات كأس العالم ونحن الذين اعتقدنا أننا رسمنا أنفسنا في هذه التظاهرة العالمية، قلنا انها كبوة ولكل جواد كبوة وأدركنا في قرارة أنفسنا أنكم ستتداركون أمركم وستداوون جراحنا في كأس افريقيا للأمم، فخيبتم الظن ولم تكونوا في مستوى العناية التي أولاها إياكم سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وكان من المفروض أن تردوا ولو جزءا من جميل هذا الرجل العظيم وأن لا تتركوا في مناسبتين أمام منتخبين متواضعين شعبا بأكمله ينام على الألم والغبن والحسرة. اليوم فرصتكم الأخيرة للمصالحة مع شعب بأكمله قيادة وشعبا فإما أن يرفرف علم تونس عاليا في سماء أنغولا وننام الليلة على أنغام الفرح الدائم وإما لا قدّر الله انسوا أنكم مثلتم هذا البلد الأمين، فلا حجة لكم تختفون وراءها وتتعللوا بها، فحتى لو كان منافسكم اليوم البرازيل أو الأرجنتين فلن نقبل منكم إلا العبور يا نسور ونريدكم اليوم أن تنقلبوا أمام الكامرون الى صقور، اسقوا أرض أنغولا عرقا متصبّبا وانزلوا الى الميدان بروح انتصارية لا تقهر، فثقتنا فيكم كبيرة فلا تخذلونا ولا تخيّبوا ظننا مرة أخرى، وردوا الجميل لصانع الجميل ولشعبه الأبي.