بمناسبة انطلاق السنة الدولية للشباب توجه الرئيس زين العابدين بن علي بالكلمة التالية إلى شباب تونس في الداخل والخارج: «بسم اللّه الرحمان الرحيم يا شباب تونس في الداخل والخارج نعلن اليوم بكامل النخوة والاعتزاز عن انطلاق التظاهرات الوطنية التي ستشارك بها بلادنا في الاحتفال بالسنة الدولية للشباب تزامنا مع احتفال دول العالم بهذه السنة ابتداء من اليوم 12 أوت 2010 وإلى يوم 11 أوت 2011. وإذ تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرتنا باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب فإننا أعددنا برامج كبرى ثرية المحتوى متنوعة المضامين على المستويين الوطني والجهوي. كما ستشارك بلادنا بوفود شبابية في عدة تظاهرات دولية. وإني أدعوكم إلى أن تشاركوا مشاركة شاملة ونشيطة في شتى الاحتفالات الوطنية التي تنتظم للغرض. فهذه الاحتفالات معدة لكم ومن أجلكم. وعليكم أن تبرزوا من خلالها مواهبكم وحيويتكم ومعارفكم وان تثبتوا فيها جدارتكم بما تحظون به من عناية ورعاية ومنزلة رفيعة في مجتمعكم. يا شباب تونس انكم عماد الحاضر وأمل المستقبل وقد آلينا على أنفسنا ان نتحاور معكم باستمرار في كل ما يهم الشؤون العامة لمجتمعنا ووطننا. كما وفرنا لكم الفرص والامكانيات التي تساعدكم على اثراء مسيرة بلادنا التنموية الشاملة ودعم خياراتها الديمقراطية والتعددية. فأنتم قوة الدفع الملهمة لمجتمعنا في كل الميادين وأنتم رمز حيوية تونس وتجدد شبابها. وأنتم صورتها المشعة والمتألقة حاضرا ومستقبلا. وان تونس في حاجة دائمة إليكم وإلى سخائكم وذكائكم وإلى مجهوداتكم وإضافاتكم. وعليكم تقع مسؤولية المحافظة على مكاسب وطننا ودعمها واثرائها في كل المجالات. ومن واجبكم الوفاء لهوية شعبنا وخصوصياته والدفاع عن سيادته واستقلاله. يا شباب تونس أدعوكم إلى أن تحرصوا بمناسبة الاحتفال بهذه السنة الدولية للشباب على ربط جسور المودة والحوار مع غيركم من الشباب من مختلف الحضارات والثقافات. وإلى أن تبنوا معهم علاقات احترام متبادلة قوامها التفاهم والتعايش والوفاق والتسامج بعيدا عن كل اشكال التعصب والكراهية والعنف والتطرف. نريدكم أن تشيعوا مع شباب العالم مقومات الخير والسلام والامان والاطمئنان. نريدكم ان تتحلوا بروح المغالبة والطموح. وأن تنشدوا التفوق والتألق في كل جهودكم ومشاريعكم. وان لا تجلبوا لبلدكم إلا الشرف والتقدير والذكر الحسن. وفي الختام أتوجه إليكم وإلى سائر شباب العالم بالتهنئة بهذه السنة الدولية للشباب مؤكدا لكم جميعا ان المستقبل لا يبنى إلا بكم ومعكم ومن أجلكم. وأعبر لكم ولشباب العالم في الوقت نفسه عن أملي بأن يكون مستقبل العالم بكم كافة أكثر توازنا وعدلا وأقوى تماكسا وتضامنا فيعم الأرض السلام وتغمر القلوب المحبة. والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».