مشهد السيارة المسرعة التي دهست الشاب وأردته قتيلا على عين المكان، لم يتحملها أهل الضحية وأبناء منطقته، فأضرموا النار في السيارة وحولوها إلى كتلة من الحديد والرماد .. هذه الأحداث الأليمة والمتداخلة، سجلتها زوال يوم أمس الخميس منطقة «نقطة» من معتمدية المحرس من ولاية صفاقس وذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر سنه يتراوح ما بين ال15 وال16 ربيعا على أرجح الأقوال. المعطيات الأولية التي حصلت عليها « الشروق» والتي تحولت على عين المكان لحظة وصلما الخبر، تفيد بأن سيارة أجنبية يقودها شاب مرفوق بشخصين، كانت في حدود الساعة الثانية بعد الزوال تسير بسرعة جنونية من منطقة نقطة الهادئة الواقعة على بعد 20 كلم تقريبا من مدينة صفاقس، ويبدو أن السرعة المفرطة جعلت السيارة تدهس الشاب وترفعه عاليا ليسقط على المعبد في مشهد غير مألوف يقترب كثيرا من مشاهد السينما المفبركة . قوة الإصطدام تسببت في قتل الشاب على عين المكان أمام ذهول أهله وأصدقائه وأبناء منطقته الذين يكنون للضحية محبة خاصة نظرا لطيبته ودماثة أخلاق كل أفراد عائلته التي يتردد أنها أصيلةسيدي بوزيد حسب المعلومات التي استقتها «الشروق» من موقع الحادث .. في لحظات حادث المرور القاتل، مرت سيارة من المكان وقد نجح سائقها في مصاحبة سائق السيارة المجنونة ومرافقيه، واتجه بهم جميعا إلى أقرب مركز حرس للإعلام بالحادث ولحمايتهم من ردود فعل أبناء المنطقة و الأهالي و الأجوار . ولئن نجح الجميع في الفرار من ردة الفعل التي قد لا تكون رصينة ومحسوبة في مثل هذه الحالات، فإن السيارة المجنونة لم تسلم من الأهالي الذين أضرموا فيها النار وحولوها إلى كتلة من الحديد والرماد .. وقد هب أعوان الحرس الوطني والمرور وأعوان الأمن والحماية المدنية، على عين المكان بسرعة فائقة، وبمجهودات أمنية كبيرة نجحوا في تطويق تبعات الحادث وسهلوا حركة المرور التي عرفت اختناقا كبيرا بسبب مشهد السيارة المشتعلة وبسبب نبإ حادث المرور القاتل ومشهده الفظيع. آخر المعلومات التي حصلت عليها «الشروق» تفيد أن أعوان حرس المرور بالمكان فتحوا تحقيقا مزدوجا في الموضوع لتحديد أسباب الحادث من جهة وتبعاته المتعلقة بالسيارة المشتعلة من جهة ثانية ..