لم تكن ليلة مباراة تونس والغابون (17 جانفي 2009) عادية على القناتين تونس 7 وحنبعل، فقد تابع المشاهدون، وربّما لأوّل مرّة، سجالا حامي الوطيس بين هاتين القناتين، سببه التصريح الذي أدلى به قائد المنتخب الوطني لكرة القدم كريم حڤي لفائدة مبعوث برنامج «ستاد 7» في أنقولا. كريم حڤي في هذا التصريح هاجم مباشرة، وهو المدافع وبلا مواربة فريق حصة «سويعة كان» على قناة حنبعل، كريم اتهم هذا الفريق وقناة حنبعل عموما بتعكير أجواء المنتخب بسبب اتهامهم له، أن لا مكان له في التشكيلة الحالية للمدرب فوزي البنزرتي. المهم في هذا التصريح هو الطريقة المباشرة جدا التي أتى بها، فالمعروف في الحرب الباردة بين القناة الحكومية والقناة الخاصة الاولى هو استعمال كلمات عامة على غرار «القناة الاخرى» و«القناة المنافسة» أما أن تتم تسمية الأشياء بأسمائها فهذا ما لم يحدث من قبل، وما كان لكريم حڤي السبق في القيام به. هذا التصريح،أخرج صراعا دام منذ بعث قناة حنبعل من طور الحرب الباردة الى الحرب العلنية ان جاز التعبير. الرادارات ليلتها اشتغلت على أحسن وجه، فقد انتقلت أخبار كلام حڤي، ساخنة جدا، في أقل من عشر دقائق الى بلاتو «سويعة كان» منافس «ستاد 7» فما كان من مؤثثي هذا البلاتو الا التأكيد على عدم أحقية حڤي بالمنتخب متوخين في ذلك كل الحجج التكتيكية والشخصية وهنا نقصد تلك الخاصة بكيفية تصرّف حڤي داخل المنتخب. الشيء المؤكّد، وحسب ما لمسته من ردود فعل الشارع بعد بث الحلقتين (ستاد 7 وسويعة كان) أنهما شهدا نجاحا هاما ونسبة متابعة محترمة لدى متابعي البرنامجين، فالمتلقي عامة والتونسي خاصة ميّال للاثارة والقيل والقال والفعل وردّ الفعل. وإن كنا نجاهر دائما بعدائنا للاثارة والصحافة التي تعتمدها، فإنني مع هذا النوع من الاثارة التي تصالح المشاهد مع التلفزة التونسية حكومية كانت أم خاصة. هي إذن بداية مشهد اعلامي جديد لم يألفه المتلقي التونسي، فكريم حڤي استعمل حق حرية التعبير ومعز بن غربية لم يقم بعملية الرقابة عليه (لم يصنصره) وعادل بوهلال وفريقه استعملا حق الردّ... أو ليست هذه مقوّمات العملية الاعلامية المتكاملة، ولئن كان كل ما تقدّم يندرج تحت بند الاثارة، فمرحبا بهكذا إثارة.