تطغى هذه الأيام لغة المقاطعة على المشهد الاعلامي المرئي في تونس، وذلك في الجانب الرياضي منه بالأساس. آخر مقاطعة جادت بها قريحة رياضيينا هي تلك التي شنها مسؤولو فريق النجم الرياضي الساحلي لكرة القدم تجاه أحمد المغيربي محلل الأحد الرياضي وربما مقاطعة البرنامج برمته في مرحلة لاحقة، على خلفية عدم هضم هيئة النجم لمواقف وتحاليل المغيربي حيال فريقها. في السياق ذاته تبقى مقاطعة بعثة فريق المنتخب التونسي لكرة القدم في «كان» أنقولا الماضية لقناة حنبعل «في الأيام الأولى من الدورة» ماثلة أمام عيون المشاهدين وراسخة في ذاكرتهم، وفي نفس الفترة كانت مقاطعة المنتخب لتونس 7 أيضا واردة جدا بعد ان هاج فوزي البنزرتي وماج على «الساتل»، ولو لم يتحكم في أعصابه في آخر لحظة، لقاطع هو أيضا ولأصبح المنتخب يتعامل صحفيا مع وسائل الاعلام الأجنبية لا غير !! أما بالنسبة للتقاطع فذاك أمر آخر (نقصد هنا بالتقاطع، الاختلاف) فلا يخفى على أحد ان العلاقة بين تونس 7 وحنبعل شديدة التوتر منذ أن تم إنشاء هذه الأخيرة، هذا التقاطع والحرب الباردة لم تعد خافية على أحد بل أنه أصبح السمة الأساسية للعلاقة بين القناتين. وكأني بالمشهد الاعلامي يقبل بالمزيد من التقاطع والخلاف، اذ دخلت هذه الأيام، قناة نسمة معتركه بقوة وبضربة معلم، كيف لا وهي التي تنوي احتكار بث كل ما يتعلق بفريق النادي الافريقي وما سيتبعه ذلك من ارتفاع نسبة مشاهدتها واشهاراتها ومداخيلها بعد ان تجلب اليها أنظار «شعب» الافريقي بطم طميمه. فالحرب الثنائية اذن أصبحت ثلاثية والتقاطع بين قنواتنا التلفزية أصبح ثلاثي الأبعاد. ولعل المشاهد يبقى «المستفيد» الأول من هذه المقاطعات والتقاطعات والمعارك اللسانية، فهذه المشاحنات ستلهيه حتما، ولو وقتيا، عن تراجع مردود البطولة الوطنية لكرة القدم ونتائجها الباهتة.