شرح السيد صلاح مصلح الصيادي، زعيم حزب الشعب اليمني والمتحدث الرسمي لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي موقف بلاده من المعارك الدائرة بين الحكومة مع القاعدة ومع الحوثيين ومن أزمة الجنوب موضحا أن هذه الصراعات لن تؤثر على وحدة اليمنيين واستقرارهم... الأستاذ صلاح الصيادي الذي التقته «الشروق» على هامش ملتقى دعم المقاومة في بيروت أكد أن هناك تدخلا إيرانيا واسرائيليا في اليمن لكنه نفى أن يكون التدخل الامريكي في بلاده مباشرا... وفي ما يلي هذا الحوار: بداية، هناك تساؤلات وشكوك كبيرة تحيط هذه الايام بدخول أمريكا على خط الحرب اليمنية على القاعدة... فهل توضحوا لنا طبيعة هذا التدخل الامريكي وأهدافه؟ الحقيقة أنه ليس هناك أي تدخل أمريكي عسكري مباشر وإنما هناك تعاون في ما يتعلق بالدعم اللوجستي والأمني لمواجهة إرهاب القاعدة... فاليمن جزء من العالم وهو بالتالي جزء من الحرب التي يخوضها العالم على الارهاب... ونحن لا يمكن أن نقبل بتدخل أمريكي مباشر في اليمن... كما أن مصلحتنا تقتضي أن نتعاون مع الجميع من أجل القضاء على الارهاب... فاليمن صحيح أن له مؤسسات وأجهزة وجيشا لكن هذه المؤسسات وهذا الجيش بحاجة الى الدعم حتى يقضي على القاعدة... هذا الخطر الذي يتهدّد العالم بأسره وليس اليمن وحده... لكن كيف تتصوّرون أن مثل هذا «التعاون» مع أمريكا قد يحلّ مشكل القاعدة في اليمن في الوقت الذي تشهد فيه أكثر من ساحة عربية على أن التدخل الامريكي لم يفض إلا الى مفاقمة المشاكل والى مزيد تصعيدها وتعقيدها؟... كما قلت إن أمريكا لم ولن تتدخل بشكل مباشر وأنها ستقدم فقط يد المساعدة... وبالتالي فإن التجارب التي أشرتم اليها لا يمكن أن تتكرر في اليمن... ولكن هناك جهات عديدة في المعارضة هددت بمواجهة تدخل أمريكي حتى ولو كان غير مباشر... ألا تخشون من مخاطر ذلك؟... نحن ثقتنا كبيرة في وحدة شعبنا وفي ثقته في حكومته... فهذه القوى تعرف أن الحكومة اليمنية لا يمكن أن تقبل بأي تواجد أجنبي في بلادها... الى أين وصلت مواجهتكم مع الحوثيين... والى أي مدى نجح لجوؤكم الى الخيار العسكري في أهدافه وفي حسم هذه المعركة بعد مرور عدة أشهر على بدايتها؟ أعتقد أن 80٪ من قوى الحوثيين قد انتهت ونحن اليوم نعتمد على استراتيجية جديدة مع هذا التحدي فالجيش في هذه المرة لم يذهب الى أوكار الحوثيين بل مكث في مكانه وأقول إن سقوط صعدة سوف يكون خلال ساعات بعد أن حققت قوى الجيش تقدّما كبيرا في القضاء على المتمردين الحوثيين وأوقعت في صفوفهم خسائر موجعة في الارواح والمعدات. اتهمت السلطات اليمنية منذ فترة إيران بالتدخل في اليمن من خلال دعم الحوثيين... فهل لديكم أدلة ملموسة بهذا الخصوص؟ صحيح أن هناك تدخلا إيرانيا ملحوظا معنويا ولوجستيا إذ أن هناك دعما إيرانيا واضحا للمتمردين حتى بالسلاح وقد ضبطت قوات الجيش إيرانيين وهما يحملان السلاح كما ضبطت كميات كبيرة من السلاح. هناك أيضا حديث عن وجود أياد اسرائيلية وراء الازمة القائمة في اليمن... فما حقيقة ذلك؟ صراحة البصمات الاسرائيلية نجدها في كل مشكلة عربية... والمشكلة اليمنية ليست بمنأى عن اسرائيل التي تزيد إشعال الفتنة ليس في اليمن فحسب بل في كل الأقطار العربية. أشرتم الى الفتنة... فهل تعتبرون أن هذه العدوى قد وصلت الى اليمن؟ أولا نحن في اليمن لا نعاني من فتنة طائفية... والحرب التي تدور في شمال صعدة هي ليست حربا بين السنّة والشيعة بل هي حرب مع عصابات... اليمنيون دائما متعايشون وليس هناك صراع طائفي بالمرة... لكن ما يحدث في الجنوب ألم يشعل فتنة مذهبية ذهب ضحيتها عشرات الضحايا؟... هذا الكلام في الواقع ليس صحيحا... وما يدور في الجنوب هو عبارة عن حراك سلمي يتعلق بمطالب حقوقية للجنوبيين يقولون إنهم محرومون منها... وبالتالي المسألة هي حقوقية صرفة وهذه المسألة ستطوى صفحتها حالما يتم توفير هذه الحقوق... ونحن قادرون بالحوار على حل هذه المشكلة وغيرها فأنتم تعرفون أن مشاكلنا تبدأ من البطالة والفقر بالاساس فمواد اليمن شحيحة واقتصاده ضعيف... يبدو أنكم تبسّطون الامور وتختزلون المشكلة بالجنوب في كونها حقوقية لكن الشعارات التي يرفعها قادة الحراك الجنوبي بالانفصال ألا تعدّ تسييسا للمسألة وتؤشر على وجود «رائحة» انفصالية في ما يجري؟ أنا يا سيدي من الجنوب... وعندما أبسّط الامور فإنني أعرف أشكال المسألة وأبعادها وخلفياتها... صحيح أن هناك بعض الفصائل بدأت تتجه الى مطالب سياسية ولكن الكل في اليمن على قناعة بيّنة بأن خلاص اليمن في وحدته... وكيف تنظرون الى التعاطي العربي مع الأزمات السياسية القائمة في اليمن؟ نحن مرتاحون للموقف العربي ولمواقفه المساندة للوحدة اليمنية ودعمه لاستقرار اليمن وأمنه... وأعتقد أن هذا يشكّل رافدا مهمّا بالنسبة إلينا كيمنيين في مواجهة التحديات القائمة.