بالتعاون مع وكالة النهوض بالصناعة نظم مؤخرا مركز أعمال بنزرت ندوة جهوية تحت شعار: «الاستراتيجية الصناعية في تونس أفق 2016». واهتم اللّقاء بواقع الصناعة التونسية في ضوء تأثيرات الأزمة العالمية وتوقعات الزيادة في القدرة التنافسية والتصديرية لأبرز مجالات التصنيع.. وأثار الحضور على هامش النقاش عديد المسائل من بينها تكثيف العمل في شكل ما يعرف بالتكتلات إضافة إلى طرح مجموعة من الصعوبات التي ما تزال بدورها قائمة في مستوى تأهيل الإطارات وتكلفة الانتاج. وفي تقديمه لأشغال هذه التظاهرة شدّد السيد: محمد فوزي بن عيسى رئيس المجلس التوجيهي لمركز أعمال بنزرت على أهمية مثل هذه الدراسات الاستراتيجية نحو تحديد واضح لواقع ومستقبل تموقع قطاع الصناعة اليوم.. تونس قطب صناعي من جانبه أبرز السيد شكري رجب ممثل عن وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة في مداخلته التي استعرضت كبرى محاور هذه الدراسة بأن من أهم وأوكد رهاناتها منذ عام 2009 تبقى في الترويج لمفهوم تونس كقطب صناعي.. متوقفا بالمناسبة عند بعض مؤشرات لتأثير الأزمة العالمية على بلدان العالم التي رصدتها المنظمة العالمية للتجارة للفترة 2009 2010 وأفاق ومدى تطورها مع سنة 2016. وأوضح السيد شكري رجب أن ايجاد قواعد جديدة للمناولة والخدمات تشكل أحد التدابير المثلى للوصول إلى التطوّر المتوقع للنموذج الاقتصادي. مهارات البحث العلمي وبخصوص واقع الصناعة التونسية في الوقت الراهن أكد المتحدث بأن تونس وفقا لآخر الاحصائيات ذات الصلة لعام 2008 تعد أول بلد جنوب متوسطي كمصدر صناعي إلى الاتحاد الأوروبي بما قيمته 18.5 مليار دينار وكذلك أول بلد متوسطي حسب تقييم منتدى «دافوس» لمؤشر القدرة التنافسية.. مضيفا أنه من المتوقع أن يمتد النسيج الصناعي التونسي في غضون 2010 إلى حدود 40٪ بالمناطق الداخلية بعد أن كان بنسبة 16٪ سنة 2008. وعن باقي رهانات هذه الدراسة اعتبر السيد شكري رجب أنها ترمي إلى مزيد الارتقاء بجودة المهارات التكنولوجية والبحث العلمي كأحد الأهداف الاستراتيجية الكبرى حيث تبقى المساعي هنا تتجه إلى المرور بنسبة التجديد في الاختصاصات العلمية لا سيما علوم الهندسة والإعلامية من 30٪ إلى 40٪ عام 2016.. إضافة إلى تأمين شبكات بحث وربط للجامعات بالمؤسسات الصناعية نحو تحقيق للتنمية الاقتصادية. التوجهات القطاعية عن آفاق تطوير الصناعة التونسية عام 2016 شدّد السيد شكري رجب ممثل وزارة الصناعة والتكنولوجيا على أن أول الجهود تبذل في ضوء هذه الدراسة الاستراتيجية لانجاح عملية تنويع وتجديد الأنشطة الكلاسيكية والواعدة منها أيضا، حيث يساهم النسيج ب75٪ من الصادرات التونسية على مدار السنة.. وقدم في ذات السياق نماذج تقييمية للمردودية التصديرية المستقبلية لبعض الأقطاب من مجموع ثمانية أقطاب صناعية تنموية موزعة على كامل أنحاء البلاد. وقد حصرت الدراسة أربعة مجالات صناعية معنية بتطوير الجودة والسوق والقدرة التنافسية وهي: النسيج والملابس الصناعات الميكانيكية والكهربائية الصناعات الغذائية تكنولوجيات الاتصال والمعلومات والمناولة في الخدمات. تكتلات وفي ردّه على بعض تدخلات المستثمرين وأصحاب الشركات وباعثي المؤسسات أوضح السيد سالم الجريبي والي بنزرت فإن قطاع الصناعة يساهم بقرابة 78٪ من الصادرات وأنّ حلّ جزء من صعوبات التكلفة والمنافسة يكمن أساسا في سعي شركات إلى العمل في ظل تكتلات.. مضيفا في كلمته أن الواقع الصناعي في تونس شهد جملة من التغيرات بفضل حرص سيادة الرئيس منذ فجر التحول على إرساء الانخراط في ما أضحى يعرف في السنوات الأخيرة بمجتمع الذكاء. واقترح بعض من أصحاب المشاريع مزيد تأهيل الأعوان ولا سيما في مجال النسيج وذلك لكسب رهان سرعة ومردودية الانتاج.. واختتمت هذه الأمسية بترويج نماذج من مشاريع الباعثين الشبان الجدد.