كان أول الغيث «غيثا»، عندما أثثت الشاعرة جميلة الماجري أمسية مساء الجمعة 17/10/2003 وكانت «ضربة البداية» قد أعلنتها مديرة دار الثقافة «أحمد بوليمان» هذه المرأة «الشعلة» والتي لم تهدأ لحظة الا لتمسح القاعة بعينيها ولتطمئن على ضيوفها وعلى كل شيء داخل القاعة وهكذا انطلق نشاط نادي «بانوراما المدينة» وقد زادت ألحان «مروان عقبي» الجو شاعرية وحملنا بصوته الشجي الى دجلة كي نتطهر... وأنشدت جميلة الماجري وتجلت وذهبت في أنوثتها حد البذخ، وطوّفت بالحضور في مملكة الشعراء والفقراء أو الفقراء الشعراء وأعلنت أنّ لها مذهبا في العشق متفرد، ولكنها اعتذرت وبكل تفجع للطفلة الفلسطينية «ريما» على عدم قدرتها منع تواجدها في عصر وزمن «هانت فيه النساء»، ومن كهرمانة بغداد حطت رحالها في رحاب «أروى القيروانية» في قراءة لآخر مخطوط لها لقصيدتها تلك والتي ستصدر في «كتاب لوحده» وأنا لا أفشي سرا اذا رددت على لسان شاعرتنا أن الأرض معقودة في نواحي النساء... وأخذت الكلمة سيدة أخرى، اذ تكلمت حبا، أسفا وحزنا ورغم مرضها فقد أصرت على الحضور لمؤازرة الثلاثي المجد «الشاعرة راضية الرياحي والسيدة مريم مديرة دار الثقافة وكاتبة هذه السطور»... وللاحتفاء بصديقتها الشاعرة الضيفة وقد قالت في مجرى حديثها أن شعر جميلة الماجري يدخل الى مضاجع نبضها وهي حقا سفيرة الكتابة «الأنثوية» في تونس ولم تكن الا مسعودة بوبكر تلك الأنثى «المتمردة» على المتداول... أما رحيم الجماعي ذلك المفرد في سرب لوحده فقد قال أنه من النادر ان حضر «وليمة شعرية انسانية» مثل تلك التي شهدها ذاك المساء الخريفي وقال : لقد كانت الشاعرة جميلة الماجري خارج الدوائر المعبأة بالسموم وهي مترفعة بطبعها عن السفاسف... وقد حضر عدد من الشباب المتعطش لسماع الشعر وثلة من الشعراء منهم سعاد الشايب، عادل الهمامي، خالد درويش وغيرهم. وقد ختمت الشاعرة الأمسية بالقصيدة المتمردة لتجعلها فعلا أمسية متمردة على مثيلاتها من الأمسيات.