عيّنت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس بداية شهر فيفري المقبل موعدا للنظر في قضية الأب المتهم بقتل ابنه ودفنه في غابة من غابات بلجيكا ثم الفرار الى تونس. وسيمثل المتهم، وهو في العقد الثالث، من العمر، بحالة ايقاف امام احدى الدوائر الجنائية. وكان المتهم قد سلّم نفسه الى السلطات التونسية في شهر مارس من سنة 2009، وقد التقته «الشروق» في حديث خاص عن ملابسات وتفاصيل الجريمة. وحسب الوقائع المنسوبة الى الأب المتهم، فإنه عاد مع ابنه، بعد يوم من اللعب الى المنزل، ولم تكن معهما الأم التي فارقتهما منذ زمن. كان اليوم باردا، وزاده الصقيع في ساعات الليل، اتكأ الأب، وترك ابنه يلعب قرب المدفئة، وبعد فترة بدأ النوم يأخذ من الأب، في الوقت الذي اقترب فيه الابن محمد أمين من مصدر النيران في غفوة عن والده الذي استيقظ بشكل مفاجئ فخاف سقوط الولد البالغ من العمر ثلاث سنوات في النار ليرميه بحذاء يستعمل للتزلّج على الجليد فالتفت الابن ليصيبه الحذاء في المستوى الأيمن من بطنه. كانت الإصابة قوية، ومع ذلك واصل الابن اللعب الى حين قبل ان يقرر الخلود الى النوم بعد ان شرب قهوته وبعضا من العصير، اتكأ متفرّجا على بعض البرامج التلفزية قبل ان ينام. في ساعات الفجر الأولى، أراد الأب ان يتفقد ابنه فوجده متقيأ وآثار الحياة عالقة به قبل لحظات. فارق الطفل محمد أمين الحياة، فارتبك الأب واستشار صديقته البلجيكية التي حذّرته من ان الابلاغ عن الحادثة قد يكلفه الكثير، خاصة وأن وثائق إقامته لم تكتمل. عندها قرر التوجه الى احدى الغابات المحاذية لمدينة لياج البلجيكية ودفن ابنه سرّا ثم استقل الطائرة ونزل بمطار قرطاج. تفطن المحققون البلجيكيون للجريمة ونشرت وسائل الاعلام البلجيكية والعالمية صور الأب المتهم بقتل ابنه ووصفته بأبشع الأوصاف وأصدر القضاء البلجيكي والدولي بطاقات جلب ضدّ الأب الذي بقي متخفيا في تونس، الى أن سلّم نفسه الى القضاء التونسي. وكانت «الشروق» قد التقته ساعات قبل تسليم نفسه وأعدنا معه الرحلة منذ بدايتها عندما خرج «حارقا» لكنه عاد ليعتنق السجن بعد فراق أعزّ الناس إليه. القضية ستنظر فيها احدى الدوائر الجنائية قريبا، مع الإشارة الى ان إشكالا قانونيا قد يثار فالجريمة جرت في بلجيكا والمحاكمة في تونس، وهنا يمكن ان يطرح الاختصاص.