اعترف رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أمس بأن صدّام حسين كان يمثل تحديا كبيرا على لندن وواشنطن طوال عقد من الزمن، فيما تجمّع مئات المتظاهرين خارج قاعة التحقيقات حول الحرب على العراق. وقال بلير أثناء إدلائه بشهادته امام جلسة الاستماع ان نظام صدّام حسين ظل في موقف التحدي على مدى عشر سنوات وكان لابدّ من إجباره على العودة الى القرارات الدولية. وأردف أنه أمام التحدي الذي كان يمثله صدّام حسين فإنه كن يرى ضرورة التعامل معه بحذر مشيرا الى ان ازاحة صدّام من السلطة كانت دائما خيارا من عدة خيارات مفتوحة امام الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وأضاف ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا اعتمدتا سياسة الاحتواء والتركيع ضدّ العراق غير ان النظام بقي صامدا طيلة عشر سنوات كاملة. وزعم بلير ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر شكلت منعرجا في تصوّر بلاده للخطر الأمني خاصة بعد ان تحدثت تقارير إخبارية عن إمكانية تحوّل اسلحة الدمار الشامل الى أيدي الجماعات المسلحة. نفي ونفى بلير ان يكون قد أبرم اتفاقا سريا لغزو العراق مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حين عقدا لقاء خاصا في مزرعة الأخير عام 2002. وزعم انه أبلغ بوش خلال ذلك الاجتماع ضرورة التعامل الجدي مع أسلحة الدمار الشامل لدى صدّام حسين حتى لو تمّ ذلك عن طريق تغيير النظام. وادعى ان ازاحة صدّام من السلطة كانت دائما خيارا من جملة الخيارات المطروحة للتعامل مع العراق. قلق ومجهد في غضون ذلك، وصفت وسائل إعلام بريطانية بلير بالقلق والمجهد أثناء ادلائه بشهادته أمام اللجنة. وبدت ملامح رئيس الوزراء البريطاني السابق مجهدة للغاية خلال الساعة الاولى من التحقيق. وشرح بلهجة قلقة جدا كيفية تغيّر موقفه تجاه الرئيس العراقي صدّام حسين والتحوير الذي طرأ على سياسة الاحتواء بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وحاول تبرير مواقفه بالدخول في جدل مع أعضاء اللجنة بيد أنهم أبدوا كياسة عالية ورباطة جأش فوتت عليه الدخول في متاهات الجدال. وظهر التعب على وجه بلير الأمر الذي يؤكد الجهد الذي بذله خلال الأيام الأخيرة من مراجعة الوثائق كي لا يدخل في تناقض مع أقواله السابقة. وتجمّع المئات من المتظاهرين أمام قاعة الجلسة في وسط العاصمة لندن منددين ب «بلير» وبقرار دخول الحرب على العراق. وحمل المحتجون لافتات كتب عليها «بلاير» في تلاعب بالألفاظ بين اسم بلير ولفظ «كاذب» بالانقليزية. ونظموا مسيرات لطخوا فيها أيديهم باللون الأحمر ولبسوا أقنعة تشبه وجه بلير وحملوا نعش كتب عليه عبارة «ثمن الدم». وردّدوا هتافات «طوني بلير أين أنت... نريد ان نرميك بحذاء!» و«مجرم حرب».