أقرّ رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير بأن قصف الرئيس الراحل صدّام حسين لإسرائيل كان الدّافع الوحيد للإطاحة بنظامه ولاحتلال العراق، معترفا «أن ما سمّاه التهديد الذي يشكّله صدّام حسين على المنطقة سيطر على عقله وجعله لا يفكّر سوى بالحرب. وقال طوني بلير إن إسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيظل قرارا صائبا حتى في حال انعدام الأدلة على امتلاكه أسلحة دمار شامل. خطر أمني ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن بلير تأكيده في حديث يبث اليوم ونشرت أمس مقتطفات منه «ان تمثيل صدام حسين لخطر أمني وتهديد عسكري في المنطقة هو الذي جعله يميل إلى تأييد غزو العراق في سنة 2003، مشيرا إلى أنه حتى من دون حجج حول أسلحة الدمار الشامل فإن الخيار العسكري ضدّ العراق كان سيعتمد. وفي إجابته عن سؤال عما إذا كان سيواصل اعتماد الحلّ العسكري في حال تيقن من عدم حيازة العراق لأسلحة دمار شامل؟ قال رئيس الوزراء البريطاني السابق إنه سيظل يعتقد بصحة خيار الحرب معتبرا أنه من المهم في تلك الحالة المفترضة استخدام مختلف الحجج لبيان طبيعة الخطر الذي يمثله نظام صدام حسين، على حدّ ادّعائه. وأضاف ذات المتحدث أن ترابط فكرة الخطر الذي يشكله صدام حسين مع «الاتهامات» بسعيه إلى تطوير أسلحة الدمار الشامل جعله ينزع إلى الحسم العسكري. وادّعى أن «مماطلة» الرئيس العراقي الراحل على مدى 12 عاما للمنتظم الأممي إضافة إلى «استخدامه» لأسلحة كيماوية ضدّ شعبه ساهمت في اقتناعه بضرورة الالتجاء إلى الحرب ضدّ العراق. تعاطف كاذب من جهة أخرى، عبّر بلير عن تعاطفه مع الأشخاص الذين عارضوا وما زالوا يعارضون قراره الحربي مستدركا بالاشارة إلى أن موقعه السياسي فرض عليه اتخاذ قرار سريع وحتميّ. وزعم أن هناك الكثير من البريطانيين بما فيهم من فقدوا أحباءهم وأبناءهم في العراق وأفغانستان فخورون ب«الانجاز» العسكري لبلدهم وبالقضية التي حاربوا من أجلها. واعتبر أنه ليس هناك جدوى تذكر من دخول حرب وعدم تحمّل تبعاتها السلبية. وتتقاطع اعترافات طوني بلير مع ما أكده مستشاره للسياسة الخارجية ديفيد مانين أمس بأن رئيس الوزراء البريطاني السابق كان مستعدا لتغيير النظام الحاكم في العراق في حال لم تعط القرارات الأممية أكلها.