أ.د. عبد الرحمان العزاوي - الدار المتوسطية للنشر تونس 2010 هو كتيب صغير لا يتجاوز عدد صفحاته التسعين صفحة لكنه مكنوز بمفاهيم عدة لما اصطلح على تسميته بعلم الاجتماع الإعلامي صدر عن الدار المتوسطية للنشر ضمن سلسلة «دعوة الى فهم». تقول صفحة الغلاف الخلفية على ظهرها... يتناول هذا الكتاب أسس علم الاجتماع الإعلامي وعناصره ومجالاته بدءا بالتاريخ الأكاديمي الذي صاحب ظهور هذا العلم منذ عشرينات القرن العشرين الى بعض التطبيقات النظرية والميدانية في المنطقة العربية والإسلامية حديثا...». يتألف الكتاب في مجمله من تقديم وتحليل مرسل اعتمد بالأساس العناصر التي تضمنها نموذج «لاسويل» أي من؟ (المرسل) يقول ماذا (المضمون) لمن؟ (الجمهور) وفي أية قناة؟ (الوسيلة) وبأي تأثير؟ (الأثر) بالإضافة الى عنصري الأرضية الاجتماعية والبعد الحضاري. تحدث التقديم عن تاريخ الظاهرة الاعلامية وعن تطوره وعن ظهور علم الاجتماع الإعلامي. وعن الإشكالات التي صاحبت دخول وسائل الإعلام الى البلدان النامية ويلخصها في ثلاث واستعرض التقديم بعد ذلك التوجهات النظرية التي تؤطر التناول الأكاديمي للإعلام كالتوجه الإمبريقي ذي الطبيعة الانغلوسكسونية» والتوجه الخاص بتأصيل لمفاهيم والأطروحات». وما يسميه الباحث التوجه ذي الطبيعة اليسارية ثم ما يسميه التوجه الخاص بالإعلام الإسلامي». وبين التقديم في خواتمه المنهج الذي سلكه الباحث في هذه الدراسة ثم لخص العناصر السبعة التي ارتكز عليها البحث. أما بقية مفاصل الكتاب فقد تطرقت تحت عنوان كبير اسمه «علم الاجتماع الاعلامي» الى تعريف مفهوم علم الاجتماع الإعلامي وتحديد موضوعه ثم انطلق التحليل بعد ذلك من عنصر من؟ في نموذج «لاسويل» أي المرسل في العملية الإعلامية وقد قسمه الباحث الى محورين: محور أول يتعلق بمقاربة البعد الاجتماعي الذي قد يتحكم في طبيعة فئة المرسلين. من حيث العامل الثقافي، النزعة الاحترافية، التعلق بما يسمى الأخلاقيات الصحفية، الخلفية الاجتماعية وأيضا التوجهات الايديولوجية والسياسية وكذا المعتقد عندما تستدعي الضرورة ذلك.... المحور الثاني «يخص طبيعة المؤسسة الإعلامية ومكانة المرسل كطرف من أطراف العملية الاعلامية...» وفي إطار دراسة الجوانب المتعلقة بالمرسل يمضي التحليل متناولا مسألة «المراقبة في المؤسسة الاعلامية» وكيف يتعلم المحرر السياسة الإخبارية في الصحيفة؟ وكيف تحافظ المؤسسة الصحفية على سياستها الإخبارية وخلصت دراسة عنصر «المرسل» الى بعض النتائج العامة. العنصر الثاني «قال ماذا»؟ وقد تحدث فيه الباحث عن الموضوعية وعن الأنساق وعن الكم والمحتوى الظاهري وعن الثقافة الجماهيرية وعن الأخبار الدولية. العنصر الثالث حسب نموذج «لاسويل» هو لمن؟ أي المتقبل للرسالة الإعلامية وقد تحدث فيه الباحث عن الجمهور المتلقي وعن الرأي العام والمخيال الإعلامي. وتعرض فيه الى دراسة «لازار سفالد ويرسلون وكوديت» عن تأثير العلاقات الإنسانية في الحملات الانتخابية بأمريكا سنة 1940. والى بعض الدراسات الأخرى المتصلة بالموضوع وخلص في نهاية هذا العنصر الى نتائج دراسة الجمهور الحديثة. العنصر الرابع هو «أي تأثير» للرسالة الاعلامية؟ تعرض لمختلف نظريات التأثير. وتطرق العنصر الخامس للوسيلة الإعلامية وبحث السادس في النظام الإعلامي والنظام الاجتماعي وانتهى الكتاب بالعنصر السابع الذي تطرق الى النظام الإعلامي والنظام الحضاري وبقائمة في المصادر والمراجع.