قبل أشهر فجّر صحفي سويدي فضيحة سرقة اسرائيل لأعضاء تابعة لشهداء فلسطينيين. وقبل أيام تفجّرت في هايتي المنكوبة بزلزال مدمر قضية أخرى لا تقل بشاعة... وهي المتعلقة بإيقاف 10 أعضاء في شبكة أمريكية لتهريب أطفال هايتي... وكأن نكبة الزلزال الطبيعي لم تكف الهايتيين لتخرج من رحمها نكبة من فعل البشر وهي نكبة سرقة الاطفال أو خطفهم وتهريبهم كما تهرب الدواب أو الممنوعات الى ديار بعيدة. وحين نعلم مكانة هاتين الدولتين في خارطة «النظم الديمقراطية» وتلك التصنيفات التي تجعل الكيان الصهيوني «واحة للديمقراطية» في الشرق الاوسط و«منارة للتحضّر والتمدّن» وسط غابة من الوحوش... وتجعل الولاياتالمتحدةالامريكية «وصيّا» على الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم... وكذلك أستاذا فوق الرتبة اختصاصه إعطاء الدروس والعبر والمواعظ في تعداد محاسن الديمقراطية وحقوق الانسان ودعوة خلق الله الى «اعتناقها» راضين ام صاغرين... حين نعلم بهذه الحقائق التي تخص هذين الكيانين... وهما متحالفان عضويا ومصيريا... يصبح من حقنا أن نتساءل عن حقيقة القيم والمبادئ التي تزعم اسرائيل وأمريكا الدفاع عنها... وكذلك عن خفايا هذه الازدواجية المقيتة في المكاييل والموازين وعن سرّ هذا التناقض العجيب والمريب بين الاقوال والافعال... فماذا ينفع شهداء فلسطين إذا كانت حتى حرمة أجسادهم تنتهك وتسرق منها أعضاء تذهب لاعدائهم إن كانت اسرائيل ترفع لافتة «الديمقراطية» وإن كان الغرب الذي زرعها يصفها بأنها «جنّة ديمقراطية» وسط ما يزعم أنه محيط من الاستبداد؟ وماذا ينفع شعب هايتي المنكوب إذا تحوّلت مأساته الى فرصة لسرقة واختطاف أبنائه؟... أسئلة حائرة ومحيّرة برسم دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان... أولئك الذين تقع أقوالهم في واد وأفعالهم في واد آخر...