هو نتاج دروس الحقد والعنف الصهيونية تجاه العرب.. هوايته تفكيك الساعات وأصابع الديناميت.. اشتهر بالدموية مع كل ما هو عربي لكن ليس في ساحات المعارك بل في الغرف المظلمة وعندما تكون الضحية عاجزة ومكبلة.. هو من جعل من إبادة العرب الهدف الأول لدولة الاحتلال.. هو من اتخذ منه السفاح شارون الصديق الأول بعد أن فتنه بحبّه لسفك الدماء العربية.. إيهود باراك هذا الجزار الحائز على مختلف أصناف أوسمة الغدر في الكيان الصهيوني هو من تحول من مجرد لص صغير الى الرمز الأول للإجرام اللامحدود ضد الأرض والعرض والعزل العرب.. ولد إيهود باراك بعد عامين من انتقال والده «يسرائيل» من روسياالبيضاء الى الأراضي المحتلة، وفي نفس اليوم قتل الارهابي الصهيوني «يائير شتيرن» زعيم حركة «ليحي»المتطرفة على يد المباحث البريطانية، واختار والده اسم ايهود تيمّنا بأحد رموز التطرف العسكري التوراتي «إيهود بن جبرا». اشتهر لدى بلوغه سن السادسة بقدرته الفائقة على تفكيك الساعات وفتح الأقفال وأصبح جاهزا للقيام بأول عملية سطو قبل سن السابعة وكان هدفه مخازن مستوطنة أو كما كان يطلق عليها كيبوتس «مشمار هلشارون»، وداعبت أصابعه أصابع الدنياميت في سن الثانية عشرة وكان يفجّرها كل مساء حتى احترقت أصابعه. رفض ناظر المدرسة الثانوية قبول إيهود باراك ذي السبع عشرة سنة والسمعة السيّئة، وطالب والده بأن يعلمه هو ويعطيه الشهادة في نهاية العام، فنقل «يسرائيل» بذلك ما تلقاه من دروس مكثفة في «الحقد المقدّس» تجاه العرب الى نجله. التحق في سن 18 بأحد أصدقاء أبيه في النقب حيث تعرف على البدو العرب وتقرب منهم وعاش معهم لسنة كاملة التحق بعدها بالجيش الصهيوني. كانت أحلام باراك كبيرة جدا لكن قصر قامته وضعف جسده الكبير مثلا المكابح لطموحاته، فحرماه من الالتحاق بسلاح الطيران وجعلته أضحوكة سلاح المدرعات، كتيبة «إيشلي ليفيس، وكان إيشلي يهوى التنكيل بإيهود وكان أحيانا يجبره على قضاء الليل واقفا وهو يحمل سريره. إثر انضمامه الى دورية هيئة الأركان كانت أول مهمة يقوم بها إيهود هي سرقة البنزين وكانت صلب اختصاصه، فنجح في أدائها، وهو ما أعطى لقادته الانطباع بأنه أقدر على المهام الاستخباراتية، وأصبح بذلك النموذج المثالي لجنود الدورية، وحصل على الوسام الأول عندما نجح في اختراق هضبة الجولان السورية عام 1962. شارك في عدوان 1967 على جبهات سيناءوغزة ثم انتقل للعمل على جبهة الجولان، وجاءت أولى هزائمه على الميدان في مارس 1968 عندما شارك في عملية «الكرامة» داخل الأراضي الأردنية وتكرّرت هزائمه الميدانية، فكانت حرب أكتوبر 1973 ثم اجتياح لبنان 1982 والعدوان الأخير على غزة. وكان أول لقاء له مع السفاح شارون عام 1964 وقام بينهما تعاون كبير حيث أتاح شارون لرجال دورية هيئة الأركان العمل بحرية في غزة والضفة الغربية، وبعد تتلمذه على يد آرييل قام باراك بالعملية التي أحدثت تحولا حاسما في حياته العسكرية عندما قاد عملية اغتيال ثلاثة من كبار قادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في 10 أفريل 1973، بعدها بأشهر قليلة أي أكتوبر 1973 أقدم على ارتكاب مجزرة في صفوف الأسرى المصريين، حيث ذبح أكثر من 200 أسير بحجة أنه لا يملك قوات كافية لحراستهم. ولعل اجتياح لبنان عام 1982 كان أكبر فرصة ليظهر السفاح باراك كافة مواهبه في سفك الدماء البريئة فقد خسر المعركة العسكرية لكنه انتصر في حربه ضد المدنيين وكانت مجزرة «صبرا وشاتيلا». وعيّن باراك عام 1986 قائدا للقطاع الأوسط وقام إثرها بتكوين فرق «المستعربين» المكلفة باغتيال مئات الفلسطينيين وخاصة خلال الانتفاضة، التي شهدت قمة التفكير الارهابي لإيهود حيث أطلق سياسة «تكسير العظام» ضد الأطفال وهو ما جعل اللص الصغير يصبح نائبا لرئيس الأركان في العام ذاته ثم رئيسا للأركان عام 1992. وعلى المستوى السياسي تميّز ايهود باراك بقدرته على المراوغة وتزييف الحقائق حتى أن أقرب الناس إليه لم يكونوا على اطلاع بما يخطط له أو بتوجهاته في المفاوضات التي قادها مع الفلسطينيين منذ سنة 1999 والتي فشلت، وكان المتتبعون لها يتوقعون أن تنجح متناسين أن باراك نفسه وصل الى رئاسة الوزراء في تلك السنة برفعه شعار «من قتل من العرب أكثر مني»؟ عاد إيهود الى دنيا السياسة سنة 2007 بعد أن كان قد غادرها في مارس 2001، عاد بعد أن حنّ الصهاينة لمجازره.. عاد بعد هزيمة حرب 2006. عاد وزيرا للدفاع فقام بالعدوان على غزة وزاد من حدّة الانتهاكات ضد الفلسطينيين العزّل في الضفة كما عادت معه عصاباته الصهيونية العاملة في الظلام. وعاد باراك بداية هذا الأسبوع بتوزيع التهديدات على كل من سوريا ولبنان وغزة، فهل يكون قد حنّ لزمن «صبرا وشاتيلا» أولزمن الانتفاضتين الأولى والثانية، ربما الصهاينة هم من حنوا لمشاهدة «بطولات» باراك مع الصبية الفلسطينيين والنساء والشيوخ العزل، ربما يتوقعون أن يعاود التنكيل بتلك البطلة دلال المغربي التي مرّغت جبينه بالتراب ونكّل هو بها لكن بعد وفاتها.. ذلك هو باراك الذي أصبح في حاجة الى تعبير أبشع من كلمات «الجزار » و«الارهابي» أو «المجرم» ليوصف به، فكل تلك النعوت أصبحت بالية أمام ممارساته.