إلى أين تتجه «بورصة» الزقوقو والفواكه الجافة هذه السنة؟ وهل سيضطرّ التونسي الى مقاطعته بسبب ارتفاع أسعاره؟ وهل ستتم في ظلّ هذه الوضعية عودة المصالحة مع العصيدة العربي أصل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ أسئلة عديدة تطرح هذه الأيام في ظلّ استعدادات الهياكل المعنيّة من فلاحة وتجارة وصحة لتلبية الطلبات ومراقبة الاسعار والكميّات. وبخصوص وزارة الفلاحة أفاد السيد أحمد برقاوي مدير وكالة استغلال الغابات أن الاستعدادات انطلقت بصفة مبكّرة هذه السنة لتحديد طاقة الانتاج وذلك من خلال اقتراح بيع ما يقارب 76 ألف هك من المساحات التي يتوفّر بها الصنوبر الحلبي غير أن مستغلي الغابات لم يشتروا غير 20 ألف هك فقط فتم تبعا لذلك امضاء 110 عقودا. وفسّر بأن بعض المناطق لا تتوفّر على كميات هامة من «الزڤوڤو» لذلك يعدل عنها مستغلّو الغابات بسبب صعوبة التنقّل ومصاريفه. وبخصوص المناطق الأكثر انتاجا لمادة «الزڤوڤو» أفاد بأن القصرين والكاف وسليانة هي المناطق الأكثر انتاجا وتليها باجة وبنزرت وجندوبة بكميات ضئيلة تبعا لقلّة أشجار الصنوبر الحلبي هناك. وتوقّع السيد برقاوي أن يكون الانتاج هذه السنة في حدود 310 أطنان من البذور الصافية وهي نفس كميات السنة الماضية تقريبا. تجديد تغيّرت ثقافة التونسي في اتجاه اعتبار عصيدة «الزڤوڤو» مسألة أساسية وساهم بهذه الفكرة التي يجب أن تعمل جميع الهياكل على مقاطعتها في ارتفاع الاسعار كلّما حدث نقص في الكميات. وحتى تكون الكميات كافية بما لا يحدث الخلل بين العرض والطلب فإن مسألة العناية بالغابات المعنية بانتاجه تنطلق من تجديد الاشجار بالغرس وتحفيز المستغلّين على استغلال المناطق التي يقلّ فيها الانتاج بوضع أسعار مناسبة لعقود الشراء في اتجاه ان تكون أقل من مناطق «الصابة». السيد برقاوي قال: «إن التجديد يتم إما بطريقة طبيعية أو بالتشجير وأضاف أنه حتى الولايات غير المعروفة بانتاجه أقبلت على غراسته على غرار ولاية نابل لأن شجر الصنوبر يتأقلم مع جميع المناخات. وبخصوص معاليم عقود الاستغلال قال: «إن الأسعار لم تقع مراجعتها منذ سنة 1995». مراقبة فرق المراقبة الاقتصادية والصحية أعدّت برامجها لمتابعة بورصة «الزڤوڤو» وذلك من خلال معاينة الكميات الموجودة على مستوى مسالك التوزيع التي تبدو قليلة حاليا مما سبب ارتفاع الاسعار والتفكير في توريد بعض الكميات لتعديل السوق. وفرق المراقبة الصحية تتابع ظروف الخزن وتحليل الكميات سيما وأنه في حال حدوث نقص فعلي في الكميات يمكن أن يلجأ التجّار الى بيع حتى الذي تجاوز تاريخ الصلوحية او الذي تعرّض للرطوبة واستهلاكه يؤدي الى كوارث صحيّة. وفي إطار الحرص على الحفاظ على صحة المستهلك ونظرا لتزامن المولد النبوي مع استهلاك كميات هامة من مادّة «الزڤوڤو» والفواكه الجافة وضعت وزارة الصحة العمومية برنامجا خصوصيا لتكثيف المراقبة وذلك على مستوى الانتاج والخزن والتحويل والعرض. وتتولّى الفرق المختصة التابعة لوزارة الصحة العمومية بالتعاون مع الفرق المختصّة التابعة لوزارة التجارة القيام بعمليات المراقبة باقتطاع 170 عيّنة من «الزڤوڤو» والفواكه الجافة واخضاعها للتحاليل المخبرية اللازمة.