تونس - الصّباح: شهدت الأيام الأخيرة عملية إغراق للسوق بمادة الزقوقو التي يشتد عليها الطلب قبيل ذكرى المولد النبوي الشريف والذي تحتفل به العائلات التونسية عادة باعداد «العصيدة بالزقوقو» وكذلك «العصيدة البيضاء». ورغم تسعير «الزقوقو» وتحديد سعره رسميا ب 6800مليم، فان وجود هذا المنتوج في الأيام الماضية ودخوله السوق بالطرق غير القانونية جعل الأسعار تضطرب وهو ما أثر على التوزيع. فقد تواجدت في عديد الامكنة والاسواق وخاصة بالقرب من شارع باب الجزيرة بالعاصمة عديد الشاحنات المحملة بمادة الزقوقو الموردة بطرق غير شرعية ودون أن تخضع للفحوصات والاختبارات .وتم توزيع هذا المنتوج بأسعار شهدت في الايام الاخيرة انخفاضا متواصلا بلغ ال 5 دنانيرمما جعل باعة التفصيل ينتظرون أن تنخفض الاسعار اكثر لاقتناء حاجياتهم وهو ما ساهم نوعا ما في فقدان المادة من بعض الدكاكين ولدى باعة التفصيل. لكن تدخل مصالح المراقبة الاقتصادية ومصالح الديوانة لحجز كميات هائلة من مادة الزقوقو المهرب خاصة من الجزائرأعاد التوازن لعمليات التسويق وضبط الاسعار ووحدها تقريبا في حدود ال6800 مليم مع بعض الاستثناءات في الاسواق والمناطق الشعبية. ويذكر أن مادة الزقوقو متوفرة بشكل مناسب في تونس حيث تمتد غابات الصنوبر الحلبي على مساحات شاسعة تجاوزت ال 100 ألف هكتار. وقدرت صابة الزقوقو لهذا العام ب 360طن دون اعتبار المخزون الاحتياطي للسنة الفارطة وهو رقم من المفروض أن يغطي الحاجيات.لكن تم استيراد 50 طنا من مادة الزقوقو بصفة احتياطية. ويتراوح الاستهلاك السنوي بين 300 و350 طنا اما الباقي وهو ما يعادل 10 اطنان يبقى في شكل مخزون او يتم استعماله في منتوجات غذائية متنوعة لصنع المرطبات. ورغم توفر هذه الكميات فإن عديد المستهلكين لاحظوا خلال اليومين الماضيين غياب الزقوقو في العديد من المناطق داخل العاصمة مما يوحي بدخول المضاربين على الخط !. وشهد موسم جني الزقوقو هذا العام والذي انطلق منذ شهر نوفمبر الماضي ،اعتماد التعامل بعقود الاستغلال لحوالي 87 ألف هكتار من غابات الصنوبر الحلبي. ويتركز انتاج الزقوقو خاصة في ولايات الشمال الغربي وبالخصوص في ولايتي جندوبة وسليانة وبدرجة أقل الكاف والقصرين. ويذكر أن مادة الزقوقو وان كانت تشهد أوج استهلاكها خلال المولد النبوي الشريف،فان استهلاكها لم يعد يقتصر على هذه المناسبة فحسب بل يمتد على طول العام تقريبا خاصة أن عصيدة الزقوقو دخلت لعادات المطبخ التونسي ولم تبق مناسباتية .كما أن محلات المرطبات وخاصة منها دور المرطبات والحلويات المعروفة أضافت العصيدة الى منتوجاتها اليومية. كما أن مادة الزقوقو أصبحت من النكهات المستعملة في الياغرت وفي بعض المرطبات. ويذكر أن عصيدة الزقوقو لا تحتاج فقط لمادة الزقوقو بل وكذلك الى الفواكه الجافة التي تستغل في الزينة وهو ما يجعل هذه الأكلة مكلفة نسبيا اذا ما اعتبرنا اسعار الفواكه بمختلف انواعها.والجدير بالذكر ان الأيام الفارطة شهدت توريد 239 طنا من الفواكه الجافة مقابل 194 طنا خلال نفس الفترة من سنة 2008 وقد سجلت واردات الفواكه الجافة ارتفاعا ب25% خلال سنة 2008 مقارنة بسنة 2007 حيث بلغت 2828 طنا للسنة الماضية مقابل 2261 طنا للسنة 2007.