أكّدت مصادر لبنانية أن حالة استنفار قصوى أعلنت في صفوف كوادر «حزب الله» في كافة المناطق اللبنانية دون استثناء، وتمّت دعوة قيادات الحزب الى توخّي الحذر خلال تنقلاتهم تحسبا لأي «عمل اسرائيلي عدائي» رغم أن الانطباع الرسمي السائد لدى قيادة الحزب ان الحرب تبقى مستبعدة. وذكرت مصادر صحفية أن «الحزب يستعد لكافة الاحتمالات العسكرية وهو يُراهن على استيعاب الضربة الاولى لأي عمل عدائي اسرائيلي لأن استيعابها يختصر نصف الطريق للنصر في أية مواجهات» حسب تعبيرها. ورغم عودة القلق الى الأوساط اللبنانية من حدوث عدوان اسرائيلي فقد أكّد نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم أنه من المستبعد أن تقدم اسرائيل على حماقة جديدة بشنّ عدوان على لبنان. واعتبر قاسم أن التهديدات الاسرائيلية الحالية لا تخرج عن سياق الحرب النفسية التي دأب الصهاينة على شنّها. وفي السياق ذاته زعمت تقارير اخبارية أن ضباطا ايرانيين يتنقّلون منذ أيام بين منطقة البقاع اللبناني والأراضي السورية بهدف التنسيق بين القطاعات العسكرية، وسط مزاعم بارسال طهران آلافا من عناصر «الحرس الثوري» لمؤازرة سوريا و«حزب الله» حسب قولها في مواجهة محتملة مع اسرائيل، ارتفع منسوب الحديث عنها مع تصاعد الحرب الكلامية بين دمشق وتل أبيب في الأيام الأخيرة. وأعربت مصادر أمنية مطّلعة عن اعتقادها أن الوفد العسكري الايراني الذي يضمّ عددا من كبار الضباط يقيم نوعا من التنسيق بين قطاعات عسكرية مختلفة مثل قواعد «حزب الله» والمواقع الفلسطينية إضافة الى ما سمّتها المراكز السريّة لقيادات «الحرس الثوري» في لبنان وسوريا. وفي باريس قالت مصادر ديبلوماسية فرنسية إن ايران و«حزب الله» يحاولان اشراك دمشق بشكل كامل في أي حرب اسرائيلية على لبنان عن طريق نقل المواجهة من الجنوب اللبناني الى منطقة البقاع المحاذية للأراضي السورية، بحيث ستكون دمشق مضطرة الى ادخال وحدات عسكرية سورية الى المنطقة بهدف التصدّي للزحف البرّي الاسرائيلي، حسب هذه المصادر.