وجّهت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كيلنتون تهديدا ضمنيا الى لبنان بقولها ان واشنطن لن تمنع اسرائيل من القيام بأي هجوم ما لم يوقف «حزب الله» دعم ترسانته العسكرية من الأسلحة التي يحصل عليها مما سمّته «عمليات التهريب» ووجهت واشنطن في هذا السياق انذارا الى دمشق وحثّتها على تهدئة التوتر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. وقالت مصادر وزارية ونيابية لبنانية ان كلينتون أوضحت هذا الموقف في رسالة بعثت بها الى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي. وحسب هذه المصادر فقد طلب برّي من السفيرة الامريكية لدى لبنان نقل رسالة خطيّة الى كلينتون جاء فيها أن «لا مشكلة في ايجاد حل لقضية سلاح «حزب الله» وإنما يجب ان توقف الولاياتالمتحدة تزويد اسرائيل بالسلاح والعتاد». وفي السياق ذاته استدعت الخارجية الامريكية السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى وطلبت منه بصورة رسمية أن توقف سوريا ما سمته تهريب الاسلحة والوسائل القتالية الى «حزب الله» فورا. وقالت صحيفة «الدستور» الأردنية ان الخارجية الامريكية استدعت السفير السوري قبل أيام لنقل هذه الرسالة الى القيادة السورية الى جانب حث سوريا على تهدئة التوتر الذي تشهده الحدود الشمالية لاسرائيل، وأنها في المقابل قامت بتقديم طلب مشابه لاسرائيل بوقف التوتّر، وحذّرتها من مغبّة خطورة نشوب حرب لوجود معلومات مغلوطة لديهما». ورأت صحيفة «هآرتس» العبرية من جهتها أن استدعاء السفير السوري هو حالة استثنائية بادعاء أن هدف هذه الدعوة هو ابلاغ السفير السوري عدم رضا الخارجية الامريكية وإدارة أوباما على زيارة نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز لدمشق في 17 فيفري الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصدر ديبلوماسي ان هدف استدعاء السفير السوري هو تهدئة التوتر بين سوريا واسرائيل. اتصالات وتحرّكات وأكّدت مصادر لبنانية امس ان الولاياتالمتحدة ودولا غربية أخرى أجرت في الساعات الماضية اتصالات بكل من بيروتودمشق وتل أبيب بغرض احتواء أي تصعيد عسكري في المنطقة وخاصة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. وقالت المصادر إن هذه الاتصالات جاءت في ضوء اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين السوري بشار الأسد والايراني محمود أحمدي نجاد بأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. وأضافت المصادر أن الدول الغربية أبلغت السلطات اللبنانية تحذيرا من أي تساهل في مراقبة الحدود اللبنانية السورية من شأنه ان يؤدّي الى مواصلة عمليات تهريب الاسلحة من سوريا وايران الى «حزب الله» حسب زعمها. وأوضحت المصادر أن هذه الاتصالات أسهمت في تعجيل الاعلان عن هيئة الحوار الوطني التي أعاد رئيس الجمهورية ميشال سليمان تشكيلها، ومن المقرر ان يكون البند الاول على جدول أعمالها هو البحث في الاستراتيجية الدفاعية في لبنان ومصير سلاح «حزب الله». وقد استبعد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب اللبناني ميشال سليمان ان تقدم اسرائيل على شن عدوان على لبنان مؤكدا أنها ستكون الخاسر الأكبر في أي حرب جديدة.