تحمل منافسات الجولة الاولى من مرحلة الاياب مباراة قمة بين الملعب التونسي والنجم الساحلي تبدو محتدمة من حيث التنافس الذي سيتفرّع من الفريقين الى منافسات ثنائية تبدو مثيرة بين جناح الملعب التونسي الشاب مروان تاج والنشيط على الجهة اليسرى لهجوم فريقه حيث سيجد في مواجهته الظهير الايمن للنجم سهيل بالراضية المدافع الطائر وصاحب الخبرة في قراءة فنية للمدرب العربي الزواوي. مروان تاج هو ابن شرعي للملعب التونسي حيث تدرج في مختلف أصناف الفريق وقدم نفسه كأحد أبرز الاسماء الشابة في بطولة هذا الموسم، يوصف بالمثابر والمجتهد وصنع لنفسه هيبة خاصة وهو من مواليد 28 أفريل 1988 وقد تحدث عنه العربي الزواوي قائلا: «هو لاعب مزعج في مركزه حيث تصعب محاصرته، يتميز بسرعة في الحركة على كامل الرواق الايسر بفضل لياقة بدنية محترمة (متر و78 سنتمترا من حيث القامة ووزن 73 كلغ) ما جعله يلتزم بواجبات دفاعية ويخفف من الضغط على زميله في الجهة اليسرى من الدفاع وهذه السرعة امتزجت بشجاعة في مواجهة المنافسين المباشرين فتراه «يقتحم» مناطق جزاء الخصم ولا يكتفي بالجري على طول الرواق الايسر. من مميزاته أيضا لياقة ذهنية عالية مكنته من السرعة في أخذ القرار والتنفيذ فلا يعطي المجال لمنافسه كي يحاصره أو يحدّ من خطورته، كما أنه ليس من طينة الاجنحة الذين ينتظرون أن تصل اليهم الكرة بل يسعى لافتكاكها والحصول عليها ليبدأ في ممارسة هوايته المفضلة بالتسرّب ثم التوزيع وهنا نتحدث عن دقة لا بأس بها في التوزيعات وقابلة للتطور، كما أنني لا أعتبره «أنانيا» كما يتصوّر البعض لأن مركزه يفرض عليه امتلاك الكرة والتحكم فيها لبعض الوقت. من نقاط ضعفه القليلة أنه يخلط ما بين السرعة والتسرّع وهذا ما يفسّر قلة تركيزه أحيانا كما أنه عادة ما يكون عرضة للاستفزاز وعليه تجنب ذلك ويكتسب «مناعة»، وهو مطالب بالتركيز أكثر في كراته العرضية لتكون بالدقة المطلوبة». الجناح الطائر سهيل بالراضية برز اسمه في السنوات الاخيرة وسط فراغ كبير في مركز الظهير الايمن، هو من مواليد 26 أوت 1985 انطلق من النادي البنزرتي ثم الترجي قبل أن يعود الى مهده ومنه الى النجم في جانفي 2008 توّج ببطولة وكأسين مع الترجي، وأشرف على تدريبه العربي الزواوي في أصناف الشبان وتحدث عنه قائلا: «هو لاعب بفنيات متميزة في مركزه وكثير الحركة بالقدرة على التوزيع وهو في وضع حركة وهي تقنية لا تتوفر في الكثير من اللاعبين يحاول أن يؤمّن التغطية الدفاعية رغم نقص المجهودات البدنية في بعض الاحيان. ذكي في التعامل مع الكرات حيث يقرأ اللعب جيدا ويحاول قطع الكرات قبل وصولها الى المنافس ثم يحاول أن يلعب في الفراغ الذي يتركه منافسه المباشر على الجهة اليسرى ومن هناك يصنع الخطر كما أن فنياته تسمح له بمحاولة النفاذ من وسط محور دفاع المنافس من خلال الاختراق في العمق. النزعة الهجومية لهذا اللاعب متأتية من أصل تكوينه كجناح أيمن لذلك نجده باستمرار في مناطق جزاء المنافس وقد يهمل في بعض الاحيان واجباته الدفاعية. بالراضية إذا ما يكون في أعلى جاهزيته البدنية فإن إمكانية إيقافه تتحوّل الى أمر مستحيل لأنه يلخّص طبيعة الظهير العصري من خلال امتلاكه للامكانات اللازمة لكي يلعب في هذا المركز خاصة من حيث دقة التمرير والتوزيع بعرضيات مثالية يستفيد منها المهاجمون وسرعته تجعلنا نصفه بالجناح الطائر». معطيات المباراة ستصنع الفارق عن اللاعب القادر على التفوق في هذه المواجهة، تحدث العربي الزواوي: «التكهن صعب بسبب تقارب المستوى والتقاطع في نقاط التقاء كبيرة خاصة من حيث طريقة اللعب والامكانات البدنية، لكن اللاعب الذي سيكون أكثر تركيزا وجاهزية سيتفوّق على منافسه، ومعطيات المباراة ستكون حاسمة خاصة إذا ما كان أحد الفريقين متأخرا في النتيجة فيندفع للهجوم، ما يسمح لأحد اللاعبين استغلال فرصة صعود منافسه المباشر واندفاعه المفرط فيتغلب عليه.