في رحاب دار الثقافة علي بن خليفة بمساكن انتظمت أعمال الملتقى الوطني للقصة القصيرة في دورته الثامنة الذي نظمته أسرة دار الثقافة وهيئة اللجنة الثقافية المحلية بمساكن باشراف المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث يومي 6 و 7 فيفري. وفي افتتاح الملتقى ألقى السيد فتحي قلص المنسق العام للملتقى ومدير دار الثقافة بمساكن كلمة رحب فيها بالمشاركين وأهم ما جاء في كلمته «نعرب وبكل افتخار عن ارتياحنا وبهجتنا إزاء التفاعل الايجابي والتجاوب الحضاري من لدن الجمعية العامة للأمم المتحدة لمبادرة سيادة رئيس الجمهورية وصانع مجد تونس زين العابدين بن علي باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب الذي يعتبره سيادة رئيس الدولة ركيزة شامخة لبناء الغد الأفضل ونحن اذ نثمن هذا التوجه فان ملتقى القصة القصيرة بدار الثقافة بمساكن كان ومازال حاضنا مشجعا لابداعات الشباب بافراده مسابقة أدبية واقامة ورشة قارة لفنون كتابة القصة القصيرة باللغتين العربية والفرنسية وبهذا التوخي المسؤول نجزم اقرارنا بالمواصلة على هذا الدرب وتحفيز كتابنا القادمين على عجل من هواة القصة في تونس للمسك بناصية الابداع الأدبي وحمل المشعل على السابقين». وبعد هذه الكلمة فسح المجال للمداخلات العلمية حيث قدمت الاستاذة ابتسام خليل مداخلة بعنوان «فيما دل من تخيل يحتفي بسعف النخيل قراءة في قصص من تونس». ثم تلتها مداخلة الأستاذ رياض خليف بعنوان «جدل الواقع والخيال في قصص وروايات بلحاج نصر». أما صبيحة الأحد 7 فيفري فقد التأمت أعمال ورشة كتابة القصة القصيرة التي أشرف عليها الأساتذة سعد برغل وابراهيم الدرغوثي وبوراوي عجينة وحضرها المترشحون وعددهم 31 مشاركا قدموا من عدة ولايات من الجمهورية التونسية فقرؤوا نصوصهم وتناقش الحاضرون في مسائل كتابة القصة القصيرة الجديدة انطلاقا من النصوص المقروءة وفي المساء تم فسح المجال لجلسة علمية ثانية تطرقت فيها الاستاذة منيرة الرزقي لمسألة «الخيالي والواقعي في تجربتها القصصية» ثم كانت المداخلة الثانية للأستاذ مصطفى الكيلاني بعنوان «مراتب الاستعارة وأبعادها الدلالية في نماذج من القصة القصيرة التونسية» واختتمت الجلسة العلمية بمداخلة الاستاذ نجيب اللجمي بعنوان «الحلم ومراجعه في مجموعة مصطفى الكيلاني القصصية «غزة أيتها المرأة». وفي حفل الاختتام الذي حضره السيد الشاذلي عزابو المندوب الجهوي للثقافة بسوسة وأحمد العيوني الكاتب العام لجامعة مساكن ورضا الأندلسي رئيس اللجنة الثقافية المحلية بمساكن قررت لجنة التحكيم المتكونة من الأساتذة بوراوي عجينة وابراهيم الدرغوثي وسعد برغل اسناد الجائزة الأولى لعمارة عمارة من قبلي بقصته «كي يعود القمر» وقد مزج فيها صاحبها قصتين الأولى عاطفية صور من خلالها علاقة فتاة وشاب منعتهما مآسي الحياة من التلاقي والتواصل التام والثانية سياسية حضارية انتقد فيها بحدة المظالم التي ارتكبها الاعداء الاسرائيليون في لبنان وغزة. أما المرتبة الثانية فأحرز عليها ابراهيم السليماني بقصته القصيرة «موّال الطرق المنسية» وقد صور فيها الكاتب سيرة رجل قلق مسافر في المكان بحثا عن حقيقة الوجود وشكواه من مصاعب عديدة جدا لكنه في نهاية المطاف عثر على رجل أكثر منه تعاسة وبؤسا وفي الأقصوصة مراوحة بين تصوير الواقعي اليومي والبحث الوجودي بلغة متينة ومزج سجلات لغوية سردية وشعرية. والجائزة تحصلت عليها ليلى نصراوي بقصتها القصيرة «تشكيل الطين روح الوردة» وقد صورت فيها الكاتبة رغبة فتاة في انشاء تحف فنية بفضل عجن الطين وتشكيلة وتعلقها الشديد بالفن ورغبتها الملحة في التعلم على يد رجل فنان له خبرة كبيرة ما فتئ يشد ازرها ويشجعها على تخطي العراقيل. امتازت الاقصوصة بالاقتصار على موضوع واحد وعلى شخصيتين اثنتين وعلى نمو الحركة القصصية وحسن أدوات القص وقد شدت انتباه المتلقي بحضور لغة شعرية شفافة تلامس الشعر. وفي نهاية الملتقى شكرت لجنة التحكيم الساهرين على الملتقى على حسن التنظيم والمحاضرين على جهودهم وشجعت المشاركين على مزيد العمل والبذل من أجل الإرتقاء بالقصة القصيرة وتمنت ان تكون الدورة القادمة في مستوى هذه الدورة او أفضل.