«عدا طارق التايب وأنيس بن شويخة لم يلفت انتباهي أي لاعب» ذلك ما قاله المدرب القدير وصانع ملحمة الأرجنتين السيد عبد المجيد الشتالي عن صانع ألعاب فريق «بوقرنين» على صفحات الشقيقة «الأسبوع المصور» بتاريخ 7 جويلية 2003 ولكن يبدو أن تلك الشهادة لم تشفع لدى مدربه الحالي جيرار بوشي الذي استبدله في المرة الأولى أمام الملعب التونسي خلال الشوط الثاني فكان ذلك بمثابة الشرارة الأولى لسريان كم هائل من التأويلات في صفوف جماهير «الهمهاما» وقد جاء غياب بن شويخة عن مقابلة أمل حمام سوسة لتزداد بذلك الوضعية تعقيدا وغموضا. «الشروق» التقت صانع ألعاب الفريق وعقله المدبر منذ ما يناهز أربعة عشر عاما فكان الحوار التالي: في البداية كنت تلوّح بمغادرة «الهمهاما» فما هي الأسباب التي جعلتك تفضل البقاء؟ في الحقيقة جلست إلى رئيس الفريق السيد منجي بحر واتفقنا على جملة من التفاصيل وخيّرت البقاء بالرغم من وجود أكثر من عرض مغر لأن مصلحة الفريق تستدعي بقائي وهي ليست شروطا مادية مثلما يظن البعض بل هي جملة من المعطيات المعنوية بالأساس. أنيس نأتي إلى صلب الموضوع، ما سبب غيابك عن مقابلة أمل حمام سوسة، خاصة أنه الغياب الثاني لك خلال هذا الموسم؟ الجميع يعلم أنني تعرضت إلى إصابة في شكل تمزق عضلي وقد اطلع الدكتور منذر مبارك على هذه الإصابة التي تطلبت أكثر من عشرة أيام راحة قبل أن أستعيد جاهزيتي من جديد ولا أعتقد أن بعد ما قلته سنسمع المزيد من التأويلات العارية من الصحة. مقابل غيابك، فإن المدرب جيرار زجّ بابنه مايكل، ألم يكن ذلك على حسابك أنت؟ الحقيقة أنني أستغرب كثيرا مما ذهب إليه الشارع الرياضي فأنا أشكل صانع ألعاب في وقت يشغل فيه ابن المدرب خطة مهاجم أيسر ومن المنتظر أن يقدم إضافة حقيقية للخط الأمامي شأنه في ذلك شأن المغربي محمد البرجي الذي سيساعد فريقنا على تجسيم الفرص التي تتاح لفريقنا أمام المرمى. هل نفهم من كلامك أنه لا وجود لأي خلاف ضمني بينك وبين المدرب جيرار؟ إنها مجرد اختيارات تكتيكية فحسب ثم ما الذي يمنع من تواجدي على بنك البدلاء أو حتى غيابي عن الفريق ما دامت مصلحة الفريق تقتضي ذلك أو حتى عندما يقتضي الرسم التكتيكي للمدرب تواجدي ضمن الاحتياطيين أما عن الخلافات فأقول للشارع الرياضي بأكمله أن بن شويخة تدرب تحت اشراف 12 مدربا الى حد الآن: بكار بن ميلاد والحبيب الماجري وعمار السويح ورضا عكاشة ومحمود الورتاني وكمال الشبلي وفريد بن بلقاسم ونزار خنفير وخميس العبيدي وخالد حسني وفتحي العبيدي وجيرار بوشي... والوحيد الذي كان لي معه خلاف هو السيد الحبيب الماجري وانتهى في حينه أما البقية فلا أذكر أنني دخلت في خلاف مع أي منهم ولو كان خلافا بسيطا. لكنك قد تدخل الآن في خلاف مع معين الشعباني بسبب تنفيذ الكرات الثابتة؟ لا يشك اثنان في الإضافة التي سيقدمها المدافع معين الشعباني في محور الدفاع بحكم الخبرة التي يتمتع بها أما بخصوص الكرات الثابتة فلا أظن أنها ستمثل اشكالا بحكم أننا سنتقاسمها مناصفة: أنفذ أنا المخالفات التي سنتحصل عليها في الجهة اليمنى بينما يتولى الشعباني تنفيذ المخالفات من الجهة اليسرى بحكم أنه لاعب يساري وهو ما حدث تماما عندما واجهنا النادي الافريقي. السيد الحبيب الماجري قال إن المدرب جيرار بوشي فرض انضباطا واضحا في الفريق بالمقارنة مع فترة المدرب فتحي العبيدي؟ كل ما يمكن أن أقوله في هذا السياق أن المدرب جيرار بوشي رسخ في الفريق فكرة تحصين الخط الورائي ثم التفكير في الهجوم وأظن أن هذا ما يعكس تقريبا الخطوط الكبرى لفكر المدرب جيرار. بماذا سترد على حملة التشكيك التي طالتك طيلة المدة الماضية؟ سأكتفي بشهادة المدربين القديرين عبد المجيد الشتالي ويوسف الزواوي والتي تمثل وسام شرف أفتخر به. هل سنشاهدك ضمن التشكيلة الأساسية خلال المقابلة القادمة أمام مستقبل القصرين؟ إن استعدت جاهزيتي وتخلصت من الإصابة تماما سأكون على ذمة المدرب لكن أعود لأشير الى أن الكلمة الأولى والأخيرة تبقى من مشمولات المدرب واختياراته التكتيكية ولكن ما أعد به جماهير «الهمهاما» أن تكون على قدر المسؤولية خاصة بعد التحضيرات المتميزة التي أجراها فريقنا خلال فترة الراحة المطولة.