نجح اليمنيون في التوصل الى وقف لإطلاق النار في حرب صعدة وقد دخل اتفاق «الهدنة» حيز التنفيذ بعد، ولكن الأهم أن يتم التوصّل الى الاتفاق النهائي الذي يقضي على أسباب الفتنة في اليمن. ما شهده اليمن خلال الأشهر الأخيرة لم يكن تمرّدا عاديا. فما حدث كان حربا ضروسا استدرجت بلدا مجاورا هي المملكة العربية السعودية ووضعت أمن اليمن على بوّابة التدويل بما يجعل هذه الهدنة محطّة ينبغي العمل خلالها على حل كل الاشكالات المطروحة في إطار المصلحة الوطنية اليمنية وبما يضمن خاصة عدم اللجوء الى السلاح مجددا. كما ان هذه الهدنة ينبغي أن تكون مناسبة لمراجعة أسس الوفاق الوطني فأن تتضمّن شروط الهدنة مطالبة الحوثيين «بعدم انتقاص حقّهم كمواطنين»، يعني أنه على القيادة اليمنية التسلّح بكثير من الحكمة في معالجة ما قد يُخيّل لبعض المواطنين من انه اقصاء من الوطن في أي شكل من الأشكال. الأكيد اذن أن اليمن يعيش بهذه الأزمة المتزامنة مع ما يسمى ب«الحراك الجنوبي» ومع تحديات القاعدة امتحانا عسيرا. ولكن الاكيد أن هذا البلد لا يخلو من الإرادة الصادقة والقادرة على تشخيص أسباب كل هذه الازمات المتتالية التي تمنع اقلاع اليمن وتمنع استثماره لتجربة الوحدة التي يعيشها بما يجعل هذه الوحدة مكسبا لا يمكن التراجع فيه مهما كانت الأسباب. حتى الآن نجحت القيادة اليمنية اذن في تجنّب محاولات التدخل الأجنبي وينتظرها استكمال المصالحة الوطنية على أسس متينة ودائمة.