بقلم: آدم فتحي مرّةً أخرى يهبط علينا «عيد الحبّ» بقذائفه من الفتاوى والفتاوى المضادّة وكلٌّ يدّعي في الحبّ فلسفةً...يصرخ هؤلاء «إنّه بدعة». فيجيبهم الآخرون: «هذي الموديرنيتي»...وترجمتُها بالشكشوكة اللغويّة التونسيّة الجديدة: «إنّها الحداثة»!! ثمّ يقع بعضهم في بعض عفسًا ورفسًا بينما تتطاير الورود والبطاقات والإيميلات والقبلات وسائر أكسسوارات المسرحيّة!! لا أحد يعرف يقينًا من هو فالنتين الذي أُطلِق اسمُه على هذا «العيد»، وإن كان قد أُعدم حقًّا بسبب عصيانه أوامر القيصر كلوديوس الثاني...لكن الأكيد أنّه لو بُعث هذه الأيّام لعاد إلى قبره فرحًا مسرورًا، هاربًا بما تبقّى من جلده من هؤلاء الذين يخصّصون يومًا للاحتفال بالحبّ وثلاثمائة وأربعة وستين يومًا لذبحه وتقطيع أوصاله والمشي في جنازته!! قال ديبروج ذات يوم: إنّ الحبّ ليس في أن ينظر أحدُنا إلى الآخر، بل هو في أن ننظر معًا في الاتّجاه نفسه...حسنًا يا سي ديبروج...لكن ما العمل حين تنظر العيون في الاتّجاه نفسه إلى شيئين متناقضين؟ نحبّ الجمال فيحبّون الرداءة...نحبّ السلم فيحبّون الحرب...نحبّ الحريّة فيحبّون القفص... أليس من حقّنا والحال تلك، أن تكون لدينا الوقاحة الكافية كي تقول لهم بهدوء غير نسبيّ: أفضل هديّة تقدّمونها لنا في عيد الحبّ هو أن لا تحبّونا...أن تكفّوا عن حبّنا...أن تريحونا من هذا الحبّ الموسميّ الزائف؟!