هل يكون المؤتمر الإستثنائي الذي ستنظّمه اللجنة الوطنية لإعداد مؤتمر الجامعة التونسية للمسرح إستثنائيا بالفعل في تاريخ هذه المنظّمة العريقة التي تحوّلت الى شبح وهيكل بلا روح بعد سنوات من المجد والإشعاع والتطوّع في خدمة المسرح التونسي ؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه أغلب الفاعلين في المشهد المسرحي في تونس بعد إنخراط 50 جمعية مسرحية في الإعداد للمؤتمر وترشّح 27 مسرحيا من بينهم كمال العلاّوي ومنصف السويسي ممّا يؤكّد أن الجامعة بدأت تأخذ حظّها من الإهتمام الى جانب إعلان منصف السويسي عضو الهيئة التحضيرية عن حضور السيد عبدالرؤوف الباسطي المؤتمر بما يعنيه ذلك من دعم معنوي للجمعيات المسرحية حتّى تحفّز على تطوير خطابها الجمالي وتنظيم تسييرها الإداري. الإستثناء إذن بحضور الوزير أشغال المؤتمر تكون الجامعة قد إستعادت فعلا موقعها في الخارطة المسرحية فصحيح أن الوزارة لم تتخلّ في يوم ما عن دعم الجمعيات لكن هذا الدّعم كثيرا ما كان شكليا وإداريا ولم تتم الإستفادة منه في الإتّجاه الصحيح فهناك جمعيات على الورق فقط وتقدّم أعمالا لا ترقى الى الحدّ الأدنى من الإتقان ومع ذلك تحظى بالدّعم لتنافس بذلك بل لتحرم جمعيات أخرى تبذل جهدا في تطوير خطابها بل هناك حتّى جمعيات أنجزت بمبادرات خاصة فضاءات مسرحية خاصة بها مثل جمعية بلدية دوز للتمثيل التي من المفروض أن تتّخذ كنموذج ناجح لجمعيات المسرح في تونس . المترشّحون عدد كبير من المترشّحين لعضوية الهيئة المديرة للجامعة التونسية للمسرح أغلبهم من الشباب أما أبرزهم فهما المسرحيان الكبيران منصف السويسي وكمال العلاّوي فوراء كل واحد منهما تاريخ مسرحي لا يرقى إليه الشّك والمهمّ أن يكون المترشّحون واعون بالتّحديات المطروحة اليوم على الجامعة حتّى تستعيد دورها وإشعاعها أمّا الذين يبحثون عن تسجيل صفتهم كأعضاء في المكتب الجامعي فمن الأفضل أن ينسحبوا لأنّ الجامعة ليست في حاجة إليهم فقد عانت طويلا من هؤلاء . والجامعة الأن في حاجة الى دعم حقيقي ومساندة من الوزارة ماديا وإداريا ولكن هذه المساندة لن تكون لها أيّة نتيجة مالم يقف أعضاء الجمعيات ومنخرطيها أوّلا من أجل إنقاذ هذا القطاع المسرحي الذي يستطيع أن يكون على درجة كبيرة من الأهمية في تأطير الشبّان والدفاع عن مقوّمات المجتمع المدني والتربية المسرحية فهل يكون مؤتمر مارس 2010 مؤتمرا إستثنائيا فعلا ؟ أرجو ذلك .