1 احتفى النادي الأدبي بالمركّب الثقافي القمودي بالإصدار الأول للشاعر الشاب محمد نجيب هاني الصادر مؤخرا تحت عنوان «خارج أسوار الكلام» وهي مناسبة رائعة للكلام والذكريات... 2 حين بعث النادي الأدبي في بداية القرن أو لنقل العشرية الأولى من القرن الجديد وكنت مشرفا عليه بحماس فيّاض واندفاع مطلق ليس ذلك مثلما الأمر الآن حيث فتر الحماس بفعل فاعل جاءني مجموعة من التلاميذ والتلميذات المندفعين. واظبنا على النشاط آنذاك وكان معي صديقنا الشاعر عبد اللطيف العمري... كنا نواظب على متابعة هؤلاء الذين أصبحت نصوصهم تجلب الانتباه شيئا فشيئا... 3 تفرق الشمل لاحقا واختفى من اختفى منهم في غياهب الدراسة والجامعة والحياة لكن أحد هؤلاء ظل حاضرا وواصل نشاطه وهو محمد نجيب هاني الذي اخترق السكون بهذه المجموعة في تجربة تعجّ شبابا واندفاعا وتوحي بأنه قادر على الاضافة الى مشهد الشعر في سيدي بوزيد... 4 «خارج أسوار الكلام» عنوان مدوّ وله دلالات عديدة... هو العدم حيث لا كلام خارج الكلام... هو الهروب من قيود الكلام... هو الهروب من المحافظة الأدبية.. 5 قصائد حدثية على حد تعبير أحد النقاد... أظنه العراقي حاتم الصكر... تدور في ظل الحدث.. (وهل مازالت الأحداث تستفزّ الشعراء؟) طبعا وأكثر القصائد التي نقرأها اليوم هي القصائد المستفزّة... وفي هذا العمل يكون لعدة أحداث وقعها على الشاعر فتولد قصائد عديدة... مات محمود درويش فجاءت قصيدة «مذكرات فتى عربي» رحلت «درويش» ورحلت معك سنابل الشعر وروح النشيد معك الحروف تنساب بلا وهن فرسان اللغة في افتراس الحزن رغم النوائب والمحن (ص6) وانتشر الحديث عن سفينة «تيتانيك» فجاءت قصيدة بنفس العنوان وصعدت بيروت الى الاهتمامات اليومية بما فيها من صخب فجاءت «ليلة بين أحضان مريم البيروتية» ومات أبو عمار ومات المسعدي فكانت نصوصا أخرى ضمتها المجموعة... 6 من الحدثية الى الحداثية حيث تأثر الشاعر بنصوص عديدة فوجدنا في عمله أصداء للشابي ونزار والسياب ودرويش وأولاد أحمد.. هكذا صاغني الإله برزخا بين الشعر والشعراء احتفل بأعياد الاحتلال منذ مدى طويل تنهمر بقاياك يا نفس ودموعك الحارقة تغيم على شفاه الورود» 7 يغرق نجيب الهاني في المرجعية العروبية من خلال الصور والمعاني والأحاسيس الشعرية التي تنبض عروبة... حتى كأن سطور هذه القصائد تنزف دماء ودموعا عربية ارتوت أساطير العرب غير أن اللغة تنتظر موتا أخيرا فيه الأزهار تكتوي بحرارة الدمع... تنبع من عشقي دعيني... قدس أهذي دعيني أكمل نسج قافيتي