ينظم نادي الشعر باتحاد الكتّاب التونسيين بمقره اليوم الجمعة 19 فيفري الجاري لقاءً مع مدير المسرح الوطني الوجه المسرحي المعروف محمد ادريس لمحاورته حول تجربته المسرحية وتصوّره للعلاقة الواقعة بين الشعر والمسرح. اللقاء ينشطه الشاعر عادل الجريدي المشرف على النادي ويرد حسب قوله في سياق التواصل بين مختلف أجناس الابداع باعتبارها صيغا تعبيرية جمالية مختلفة يرفد بعضها بعضا ويؤثّر فيه مباشرة وضمنيا... النشاط جدير بالتنويه لاسيما في سياق ما يلاحظه النقّاد من تواضع الخطاب المسرحي من حيث نص الكلمة «Le verbe» في أغلب ما يطالعنا من أعمال مسرحية رغم أهمية هذا الجانب في تثمين الفعل المسرحي وتعميقه ورغم خطورة دوره في تمرير القيم وتوجيه السلوك. العلاقة بين المسرح والشعر أجدى من ان يقع تهميشها وهي تجد صداها في هوية الفعلين من حيث هي هوية واحدة أصلا ولنذكّر هنا أن أول عرض مسرحي في التاريخ كان ملحمة الإلياذة والأدويسة للشاعر هوميروس وأن مؤسسي المسرح في اليونان القديم يطلق عليهم مصطلح الشعراء وهم الشاعر أسخيلوس والشاعر سوفوكل والشاعر أوربيدوس... ولم يكن من الممكن تصوّر مسرح ملحمي جاد دون حضور الخطاب الشعري او «الأقاويل الشعرية» حتى لقد اعتبر الفكر النقدي العربي القديم ان رديف مسرح اليونان عندهم هو الشعر... وفي العصر الحديث شكل اقتران المسرح بالشعر وسيلة فنية ناجحة في أكثر من عمل ولنا في التجربة البريشتية وما يسمى المسرح الملحمي الجديد وفي عمق ابداعات سعد الله ونّوس خير دليل... عموما تبدو استضافة الشعر للمسرح في دار الكتّاب التونسيين نشاطا طيبا لعله يتواصل فيثري الجنسين الأدبيين معا حتى لا يسود ساقط القول والتهريج الأجوف. زيْن الختام كلام للناقد المسرحي السكندينافي فيغندر «ليست الصورة المسرحية سوى تركيبة شعرية» ولنا أن نضيف: ليس الشعر غير آداء مسرحي على صيغة ما.