«طروادة» هو عنوان السهرة السينمائية الاولى لمهرجان قرطاج وهي سهرة لم تسجل سوى ثلاثة آلاف متفرج وتميّزت بالخصوص بتهاطل امطار فجئية. ورغم تهاطل الامطار والخشية بالخصوص من تواصلها ابى الجمهور ان يغادر مسرح المعركة بين «طروادة» واسبرطة وهي معركة شهيرة في تاريخ اليونان القديم (القرن الثالث عشر قبل الميلاد). حرب طروادة و»طروادة» في الواقع هو عنوان فيلم الشهرة الذي اختاره مهرجان قرطاج لافتتاح برنامج السهرات السينمائية... ويحمل الفيلم امضاء المخرج الالماني الاصل وولفغن بيترسن، بطولة براد بيت وايريك بانا واورلندو بلوم ودييان كروغر. والفيلم كما يدل العنوان «طروادة» هو عبارة عن قراءة جديدة لملحمة هوميروس «الإلياذة» وفيه يصوّر المخرج وولفغن بيترسن احداث المعركة الشهيرة: حرب طروادة وبطولات المحارب التاريخي «أخيل». وينطلق المخرج من حادثة اختطاف الملكة «إيلين» (ديان كروغر) ملكة اسبرطة من قبل «باري» (أورلندو بلوم) امير طروادة. وحفاظا على شرف المملكة يعلن «مينيلاس» ملك اسبرطة الحرب على طروادة لتحرير الملكة «إيلين» فيجمع كامل جيوش اليونان لغزو مدينة طروادة المنيعة.. وأمام ضخامة الجيش اليوناني وشراسة القائد «اقاممنون» شقيق «مينيلاس» ملك اسبرطة يجد الملك «بريام» (بيتر أوتول) ملك طروادة والامير «هكتور» (ايريك بانا) في المحارب «أخيل» المخلص الوحيد للملكة من بطش الجيوش اليونانية. الحب والاحتلال وبقدر ما تبدو حكاية الفيلم رومانسية وشاعرية تسرد واحدة من اشهر القصص الغرامية في تاريخ اليونان القديم فإنها تكشف في الباطن الاسباب الحقيقية لحرب طروادة اذ يجد قائد الجيوش اليونانية «أغاممنون» شقيق «مينيلاس» ملك اسبرطة، في اختطاف الملكة «إيلين» تعلة او مبررا لغزو «طروادة» من اجل احتلالها والسيطرة عليها وتوسيع الامبراطورية. ولعل في حرب طروادة بأسبابها الخفية والحقيقية شيء من حرب العراق الاخيرة فظاهرها رومانسي من اجل الديمقراطية والأمن والسلام وباطنها احتلال واطماع اقتصادية وتوسعية. فُرجة.. وعموما تبقى سهرة «طروادة» رغم تهاطل الامطار وعنف المشاهد، والخروج من حين لآخر عن التاريخ وما جاء في الالياذة تحديدا كتغييب الآلهة وخصوصا «أثينا» التي حملت «باري» على سحابة بعيدا عن المعركة وليس شقيقه كما في الفيلم من امتع السهرات من حيث الفرجة وعناصر الإبهار وخصوصا تصميم المعارك الحربية وإعادة احياء المدن والمسارح والقلاع اليونانية القديمة عبر التقنية الرقمية.