لندن القدسالمحتلة (وكالات): كشفت تقارير صحفية أمس تفاصيل دقيقة عن عملية اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح حيث أكدت ضلوع جهاز المخابرات البريطاني في العملية وأن الجناة استخدموا بطاقات ائتمان أمريكية ورافقوا المبحوح إلى الصّين ورصدوا تحركاته قبل تنفيذ الجريمة. فقد أكد مصدر في الاستخبارات الاسرائيلية أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم إي 6) كان على علم بأن عملاء إسرائيليين كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية في الخارج باستخدام جوازات سفر بريطانية مزوّرة. تفاصيل مثيرة وقال المصدر لصحيفة «ديلي ميل» الصادرة أمس أن وزارة الخارجية البريطانية أبلغت أيضا بالعملية قبل ساعات من اغتيال المبحوح، دون أن يتم تحديد اسم الهدف أو مكان تنفيذ عملية الاغتيال. ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني بريطاني وصفته بالموثوق والمطلع قوله إنه التقى أحد عملاء جهاز الاستخبارات الاسرائيلي «الموساد» وأبلغه أنه جرى اطلاع الحكومة البريطانية بشكل موجز على ما كان سيحدث قبل عملية اغتيال المبحوح لكن لم يكن هناك أي تورط بريطاني ولم يكن الوزراء يعرفون اسم الهدف». وأضاف المصدر الأمني أن اطلاع الحكومة البريطانية على المسألة لم يكن طلبا للحصول على إذن لاستخدام جوازات سفر بريطانية في العملية، بل دعوة مجاملة للسماح لأجهزتها الأمنية بأن تعرف أن الوضع قد يتفجر حسب تعبيره. لكن متحدثا باسم الخارجية البريطانية رفض هذه الرواية وأصر على أن الادعاء بأن بريطانيا كانت على علم مسبق بشأن جوازات السفر المزوّرة «غير صحيح». وتحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال» من جانبها عن استخدام بطاقات ائتمان أمريكية في عملية الاغتيال. وقالت الصحيفة إن السلطات في دبي تبحث في 5 بطاقات ائتمان صادرة باسم حسابات في الولاياتالمتحدة يشتبه في أنها استخدمت في اغتيال المبحوح. وأضافت ان هذه البطاقات التي صدرت عن بنوك أمريكية استخدمت من قبل مشتبه بهم لشراء تذاكر لها علاقة بعملية الاغتيال. وعلقت الصحيفة بأنه لو تأكد استخدام هذه البطاقات من قبل المشتبه بهم في شراء تذاكر سفر فإن ذلك سيضيف توترا جديدا إلى سلسلة من التوترات الديبلوماسية بين إسرائيل وحلفائها الغربيين. وقد نفى مسؤول إسرائيلي كبير أمس الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي إلى جهاز «الموساد» بالوقوف وراء اغتيال المبحوح زاعما أن شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية أي دليل ذا طابع اتهامي. من دبي إلى الصين وفي تفاصيل أخرى عن ظروف اغتيال المبحوح أكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية أمس ان قتلة المبحوح رافقوه إلى الصين أولا ثم أجلوا الاغتيال مشيرة إلى أنهم زاروا دبي 3 مرات. وقالت الصحيفة ان المرة الأولى التي زار فيها القتلة دبي كانت قبل 3 أشهر عندما وصل المبحوح جوا إلى دبي واستقل طائرة إلى الصين حيث استقل بعض أفراد فريق الاغتيال الطائرة ذاتها إلى الصين وقاموا بمتابعة حركاته وسكناته، مرجحة أن يكون المغتالون قد خططوا لتصفية المبحوح في الفندق الذي أقام به في الصين في تلك المرة لكنهم عدلوا عن ذلك وكانت تلك الزيارة لتدريب فريق الاغتيال على تنفيذ العملية. أما المرة الثانية التي زار خلالها القتلة دبي فكانت قبل شهرين من العملية حيث وصل فريق الاغتيال أيضا تزامنا مع وصول المبحوح ومع ذلك تم تأجيل العملية إلى الزيارة الثالثة التي تمت قبل أيام من الجريمة في 20 جانفي الماضي.