أكدت التحقيقات التي أجرتها السلطات الأمريكية في قضية اغتيال القائد الفلسطيني في حركة حماس محمود المبحوح في دبي أن عددا من الشركات التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها قد استخدمت لتحويل أموال إلى المشتبه بهم في تنفيذ عملية الاغتيال وهو أمر تعتقد السلطات الأمريكية أنه سيقرب الوصول إلى معرفة الجهة الممولة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير لها أمس أن ما تم التوصل إليه أظهر بأن السلطات الأمريكية تلعب في التحقيق دورا أكبر مما كان كشف سابقا، ولفتت إلى أن القضية دقيقة بالنسبة الى الولاياتالمتحدة لأن شرطة دبي قالت ان المشتبه به الأول في القضية هو جهاز الموساد في إسرائيل، الحليف الهام للولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على القضية أن المحققين الدوليين رأوا أن تحويلات الأموال التي جرت عبر شركات أمريكية تعد مفاتيح هامة في المطاردة العالمية الهادفة إلى تحديد أكثر من 24 مشتبها بهم في العملية. ومن بين الشركات الأمريكية التي حددها المحققون من تقوم بأعمالها عبر شبكة الانترنيت تربط الباحثين عن وظائف مستقلة مع أرباب عمل وعمليات الدفع بين الجانبين. وحددت سلطات التحقيق الأمنية الأمريكية تحويلات مالية من عدد هذه الشركات التي تعمل كوسيط إلى حسابات بطاقات ائتمان ذات مدفوعات نقدية مسبقة استخدمها المشتبه بهم في اغتيال المبحوح. وقال مسؤول أمريكي مطلع على التحقيق إن السلطات الأمريكية لا تعتقد بأن هذه الشركات كانت تعرف بأن الأموال ستستخدم في تنفيذ مؤامرة اغتيال المبحوح. كما يعتقد المحققون الأمريكيون أن المشتبه بهم تقدموا على أنهم باحثون عن العمل لحسابهم الخاص كي يتقاضوا الأموال بطريقة تحجب مصدر تمويلهم، واستخدموها على سبيل المثال لشراء تذاكر الطائرات. والخطوة التالية في التحقيق ستركز على تحديد من هم الذين وظفوا المشتبه بهم وحولوا لهم الأموال. وقال ممثلون لعدد من الشركات التي وردت في التحقيق إن السلطات الأمريكية لم تتصل بهم بعد وليس لديهم علم بأي تحقيق. ويذكر أن رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان اتهم في أعقاب العثور على جثة المبحوح في أحد فنادق دبي في جانفي الماضي، أنهم متأكدون بنسبة 99 في المائة من تورط الاستخبارات الإسرائيلية في اغتياله. وقد حددت شرطة دبي 13 حساب بطاقات ائتمان نقدية استخدمها المشتبه بهم في عملية الاغتيال ويحملون جوازات سفر مزورة. وقامت بريطانيا واستراليا وإيرلندا بطرد دبلوماسيين إسرائيليين على خلفية استخدام جوازات سفر مزورة تخص مواطني هذه البلدان الثلاث في عملية اغتيال المبحوح. وقد ساهمت عملية اغتيال المبحوح بوضع قطاع بطاقات الائتمان مسبقة الدفع نقدا تحت دائرة الضوء وإخضاعها لضوابط جديدة يقول مسؤولون أمنيون أمريكيون إن القلق كان يعتريهم في السنوات الماضية من أن مثل هذه البطاقات قد تكون عرضة لسوء استخدام في أعمال تبييض أموال أو غيرها من الأنشطة الإجرامية.