طالب قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان «الانتربول» باعتقال رئيس جهاز «الموساد» الاسرائيلي الجنرال مائير داغان على خلفية تورط جهاز الاستخبارات الخارجية في جريمة اغتيال القيادي محمود المبحوح وانتهاك سيادة إمارة دبي، فيما قلل داغان ذاته من أهمية عاصفة الانتقادات الدولية ومطالبة شرطة دبي باعتقاله، مرجحا ان موجة الانتقادات ستتضاءل يوما بعد آخر. والقضية من منظور معلقي الكيان الصهيوني ليست قضية عادية، فقد لطخت سمعة «الموساد» ونالت من هيبته وهيبة رئيسه الجنرال داغان والذي كان قبل فترة محلّ ثناء وتمجيد. وفي حال أطاحت القضية الراهنة بداغان فإن الفضل يعود الى الفريق ضاحي خلفان، الاسم الذي تتداوله وسائل الاعلام العبرية أكثر مما تتداول نشاط رئيس الوزراء نتنياهو والشأن الاسرائيلي عموما. وكشفت خلية «الموساد» التي اغتالت المبحوح، لم يكن الانجاز الأمني الوحيد للفريق ضاحي خلفان ولجهاز الشرطة الذي يديره منذ سنوات بكفاءة عالية، لكن الحدث كان فريدا بالنظر لجسامته وخطورته. وفي سجل الرجل الذي بات محط أنظار العالم انجازات أمنية كبيرة في مكافحة الجريمة والمخدرات، وما حققته شرطة دبي مؤخرا انجاز آخر يضاف الى سجله. الفريق ضاحي خلفان تميم المهيري من مواليد عام 1951 بدبي، تخرج من كلية الشرطة الملكية بعمان (المملكة الاردنية الهاشمية) عام 1970 وتخصص في مجال المباحث الجنائية، تدرج في المناصب الى أن عيّن عام 1979 نائبا عاما لقائد شرطة دبي ثم قائدا عاما لها عام 1980 ومنذ تاريخ توليه هذا المنصب عمل على بناء مؤسسة أمنية عالية الكفاءة وتعتمد على أحدث وسائل مكافحة الجريمة بشتى أنواعها خاصة وان الإمارة يتوافد عليها ملايين السياح الاجانب وتستقطب استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات، مما جعلها تواجه تحديات أمنية كبيرة تستوجب يقظة دائمة. نجح خلفان بفضل خبرته وكفاءاته العلمية والادارية في جعل شرطة دبي تحظى باحترام دولي واقليمي، فقد حصلت على العديد من الجوائز لإنجازاتها وحاز قائدها العام على أكثر من جائزة وأوسمة، منها جائزة الأممالمتحدة لأبرز شخصية عربية في مكافحة المخدرات، وجائزة أفضل شخصية تنفيذية اقليمية في الشرق الاوسط (...). يتمتع الفريق خلفان أيضا بشخصية قوية، لم تحجب تواضعه. وباختصار شديد يعدّ هذا الرجل اقليميا ودوليا ومحليا رجل المهمات الصعبة والشخص الاكثر كفاءة في مكافحة الجريمة بكل أشكالها. رجل المهمات القذرة على طرف نقيض يقف الجنرال مائير داغان فهو رجل المهمات القذرة الذي يستنجد به قادة الكيان الصهيوني لاستكمال نهج الخطف والاغتيالات التي استند اليها هذا الكيان ليثبت أركانه على أرض ليست أرضه. في كل مرة يطرح فيها اسم هذا الرجل الا وتثار حوله موجة من الانتقادات وأخرى من التمجيد، فبالمنظور العسكري والأمني وبمنظور الادارة والتنظيم يعد في عيون غالبية ساسة الكيان الصهيوني الافضل والأقدر والأكثر كفاءة لإدارة جهاز الاستخبارات الخارجية الجهاز الوحيد في العالم الذي ينشط تحت غطاء قانوني (في اسرائيل) رغم أن نشاطاته اجرامية وتتخطى كل القوانين والمواثيق الدولية. استقدمه السفاح ارييل شارون الى وحدة في الجيش الاسرائيلي وقرّبه منه وكلّفه بقيادة فرقة من الصهاينة المستعربين لتنفيذ عمليات خطف واغتيال شخصيات فلسطينية في قطاع غزّة قبل وبعد احتلال عام 1967. وحين تولى السفاح (الميت الحي) رئاسة الوزراء استقدمه لجهاز الموساد (عام 2002) لمواصلة مشوار التصفيات والاغتيالات داخل وخارج الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومع وصول نتنياهو الى سدة الحكومة اختاره لنفس المنصب ومدد له في رئاسة الموساد، رغم معارضة اليسار الاسرائيلي للتمديد. ولم يكن مستغربا ان يتم تثبيت داغان في منصبه، فسجله العسكري يؤكد أنه رجل المهمات القذرة «بامتياز»، ويعتقد نتنياهو انه الاصلح في هذه المرحلة لتنفيذ مخطط الاغتيالات التي كان آخرها عملية اغتيال القيادي العسكري في «حماس» محمود المبحوح وقبله مهندس عمليات «حزب الله» عماد مغنية. الأصول روسية حيث قدم المذكور مع والديه في منتصف أربعينات القرن الماضي الى الكيان الصهيوني مع أوج عمليات العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين والعرب قتلا وتهجيرا. وبين عامي 1950 و1963 التحق بالجيش طوعا وشارك في كل الحروب في وحدة والمظليين. وبالعودة الى سيرته والى سجله العسكري يعد داغان من الشخصيات الأشد تطرفا في الكيان الصهيوني. يصفه العاملون معه بالغطرسة والعجرفة، ويراه اليسار الاسرائيلي شخصا أرعن ومتهورا.