وجّه الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي اتهاما صريحا ومباشرا لإسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح داخل أحد فنادق الإمارة مؤكدا أن لدى شرطة دبي أدلّة دامغة كما أن لديها القدرة لو رغبت على اختراق مكتب رئيس جهاز «الموساد» نفسه وأن شخصا من «حماس» سرّب تحركات المبحوح مما ساعد فريق الاغتيال على تنفيذ الجريمة. وكانت شرطة دبي قد طالبت رسميا بإصدار مذكّرة اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز «الموساد» مائير داغان على خلفية اغتيال المبحوح. مهمة معقّدة وفي حديث لبرنامج «إضاءات» تبثّه قناة «العربية» الفضائية اليوم كاملا كشف القائد العام لشرطة دبي عن تفاصيل جديدة حول عملية الاغتيال، نافيا ما تردد أن يكون منفّذو العملية قد تركوا أدلة يسهل اكتشافها بهدف ايصال رسالة ما، وقال إنه على العكس تماما حاول المنفّذون التمويه مستشهدا بأن الغرفة التي تمت داخلها عملية الاغتيال في الفندق وُجدت في حالة من الترتيب والنظام التام بما يوهم بأن الوفاة طبيعية. وأوضح خلفان ان شرطة دبي لم تكن تعلم أن القتيل هو المبحوح وأن السبب في ذلك أنه وجه غير معروف ودخل دبي باسم رباعي لا يتضمّن اسم عائلة «المبحوح» مؤكدا ان دبي لو كانت تعلم أن هذا الشخص هو المبحوح ما كانت لتسمح له بالدخول لأنها تسمح بدخول القيادات السياسية في «حماس» لكنها ترفض دخول أعضاء أو قيادات من العمل السرّي. وحسب خلفان فإن شخصا ما من «حماس» قريبا من المبحوح هو من سرّب معلومات حساسة عن سفره، وبناء على تلك المعلومات تحركت المجموعة التي تولت عملية التنفيذ. وجدّد خلفان رفضه مشاركة «حماس» في التحقيق لأن ذلك من «أعمال السيادة» حسب قوله، وإذا كان لدى «حماس» القدرة فعليها البحث عن الشخص الذي سرّب معلومة سفر المبحوح الى دبي. وقد نفت «حماس» صحّة ما نُسب الى مصادر قيادية فيها عن اتهام دول عربية بملاحقة المبحوح. أدلةّ مذهلة وأكد خلفان ان لدى شرطة دبي قاعدة بيانات مذهلة وأن مسألة أن تكون الجوازات مزوّرة غير واردة مبيّنا ان منفّذي العملية استخدموا نفس الجوازات في الدخول الى دول أوروبية والولايات المتحدة، متسائلا «كيف لم تكشف أجهزة الأمن والجوازات بتلك الدول أن تلك الجوازات مزوّرة». وقال خلفان إن المنفّذين غادروا الإمارات الى عدة دول مختلفة ومنها عادوا الى اسرائيل وأنه بما يتوفر لديه من أدلة دامغة يوجه اتهاما مباشرا وصريحا الى جهاز «الموساد» بأنه وراء الجريمة. وأكد خلفان أن اسرائيل ارتكبت حماقة بذلك العمل باستخدامها جوازات تلك الدول في تنفيذ العملية لأنها أكدت لأصدقائها أنها دولة مارقة عن القانون. ونفى قائد شرطة دبي أن يكون أمير قطر قد تدخل لتقليص الضغط على اسرائيل، مشيرا الى أنه لم يتلق أي طلب من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بشأن تلك القضية، كما نفى ما تردد عن تهديد دبي لدول أوروبية بوقف استثماراتها اذا لم تتعاون مع الإمارة في التحقيق. وأكد خلفان أن الإمارات لا تصلح ان تكون مسرحا لصراعات الآخرين معربا عن استغرابه اعتبار اسرائيل ان قتلها لرجل واحد يعتبر انتصارا، قائلا «اذا كانت هذه هي اسرائيل فإنها لا تعرف معنى الانتصار».