انكماش في نسبة توافد الحرفاء التقليديين، كان أبرز حصيلة سجلتها سوق السياحة في تونس عام 2009. وتؤكد الأرقام الرسمية أن الوجهة التونسية خسرت ما بين 0.6٪ و41.8٪ من توافد حرفائها الأوروبيين والمغاربة من مختلف الجنسيات. كما سجلت النزل التونسية نهاية 2009 انخفاضا قدّر بحوالي 8.2٪ في عدد الليالي المقضاة مقارنة بعام 2008. ومثل الارتفاع الطفيف لنسبة العائدات (2٪) والزيادة الطفيفة لعدد الوافدين من الأسواق الجديدة مثل السياح الصينيين والوافدين من إفريقيا الوجه الايجابي لمؤشرات 2009. أزمة الاقتصاد هذه الحصيلة قال عنها الأستاذ الطاهر العياشي المختص في السياحة انها «تكاد تكون عادية».. مؤكدا أن الوجهة السياحية التونسية لم تفقد أسواقها التقليدية لكنها شهدت تراجعا في نسبة الاستقطاب. وفسّر تقلّص نسبة توافد السياح الأوروبيين بانعكاسات الأزمة الاقتصادية في أوروبا وأزمة ديون اليونان (تراجع في نسبة توافد السياح اليونانيين بحوالي 34.7٪ مقارنة ب2008). كما قال ان الأوروبيين انتبهوا مؤخرا الى سياحة اكتشاف بلدانهم وهي ظاهرة سياحية جديدة بدأت تظهر في أوروبا. وعلى المستوى الداخلي أوضح المختص في السياحة أن الرصيد السياحي التونسي في تراجع على مستوى الخدمات.. موضحا أن انخفاض مستوى الأجور تسبّب ربما في النفور من العمل السياحي بالاضافة الى انخفاض أو زهد أسعار الخدمات السياحية بالنسبة الى الحريف الوافد مما أدى الى تدني مستوى ونوعية الخدمات السياحية، في الوحدات الفندقية. المنتوج لم يتطور وفي قراءة للوجه الايجابي لحصيلة 2009 المتعلق بزيادة توافد سياح الأسواق الجديدة قال الأستاذ الطاهر العياشي إن «زيادة نسبة توافد الصينيين بحوالي 27.7٪ والبرازيليين بنسبة قاربت 19٪ والأفارقة ب7.2٪ تمثل مؤشرات فتح أسواق جديدة للمنتوج السياحي التونسي». وأكد أن فتح مكاتب تمثيل لديوان السياحة في هذه الأسواق لا يكفي لدعم توافد السياح إذ يحتاج مشروع استقطابهم الى ضمان الربط الجوي المباشر لتسهيل التنقل وكذلك تكوين شبكة من الأدلاء السياحيين حسب اللغات الوافدة. كما أكد ل«الشروق» أن رأس المال السياحي لا يخضع لسياسة تسويق جاذبة فالوجهة السياحية التونسية ما تزال باهتة خالية من التجديد والتصورات.. وأضاف «تراجعت نسبة توافد السياح الجزائريين رغم أن الجزائر لا تعيش أزمة اقتصاد على غرار السوق الأوروبية.. ذلك لأننا لم نوفّر لهم المطلوب.. نحن نتولّى مهمة انتظار توافدهم فقط ولا نحاول استقطابهم فلماذا لا تعتمد وجهتنا مشروع شهر العسل مثلا؟». وردا على سؤالنا حول ثراء الطبق السياحي التونسي ومدى قدرته على جذب السياح ذكر المختص في السياحة أن منتوج الوجهة التونسية لم يتطو ر كما يفتقد الطبق التونسي الى السياحة الثقافية وسياحة الملاهي ولا يقدم سوى الشواطئ والصحراء.