تونس - الصباح لم تسجل إلى حدّ الآن أيّة حالات لإلغاء حجوزات السياح نحو الوجهة التونسية لموسم الذروة.. هذا ما أكدته ل«الصباح» مصادر مختلفة من القطاع السياحي في انتظار الانتهاء أواخر الأسبوع الجاري من إعداد التقرير النهائي لوضع الحجوزات المفصل الخاص بجميع الأسواق السياحية لا سيما تلك التي تعد استراتيجية بالنسبة للوجهة التونسية. تأتي هذه التطمينات على خلفية تخوفات البعض من تأثير اكتشاف حالات إصابة بفيروس «AH1N1» في بلادنا، على حجوزات السياح لقضاء عطلهم في تونس خلال موسم الذروة، وإمكانية عدول البعض منهم عن اختيار الوجهة السياحية التونسية. في المقابل تؤكّد مصادر وزارة السياحة أنّ عملية مراقبة تطورات أوضاع مختلف الأسواق السياحية متواصلة عبر خلية اليقظة التي أحدثت في أعقاب بروز تأثيرات الأزمة الاقتصادية ويشمل عملها أيضا مراقبة كل ما يتصل بتطورات أنفلونزا الخنازير. كما يتم بالتوازي تكثيف اللقاءات مع منظمي الرحلات في مختلف الأسواق السياحية لمتابعة المستجدات المتعلقة بوضع الحجوزات لموسم الذروة وكذلك لمواصلة الحملات الترويجية والإشهارية للسياحة التونسية استعدادا لفترة ما بعد موسم الذروة التي تمثل التحدّي الحقيقي للقطاع السياحي وللمهنيين ويلوح البعض بأنها ستشهد تراجعا في عدد السياح الوافدين. آخر الإحصائيات تجدر الإشارة إلى أنّ آخر المؤشّرات الإحصائية تشير إلى أنه إلى غاية نهاية الشهر الفارط سجلت زيادة طفيفة في حدود 3،1% في عدد السياح الوافدين على الوجهة السياحية التونسية بعد أن تمكنت سياحة الجوار وتوافد السياح من الجزائر وليبيا، من تغطية تراجع مؤشرات بعض الأسواق الأوروبية ورغم الارتياح النسبي بشأن شهري جويلية وأوت المقبلين فإنّ عدم إمكانية التكهّن بحجم تداعيات الأزمة الاقتصادية وتطورات انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير تجعل الغموض والشكّ مصدرا لبروز تخوفات من المهنيين ومن وكالات الأسفار وكذلك من شركات الطيران. ونشير في هذا الصدد إلى أنّ مصادر الخطوط التونسية صرحت في وقت سابق أنها بدأت تشعر بتداعيات أزمة فيروس «AH1N1» على رغم معاملاتها حيث تنتظر الشركة تراجعا في المداخيل خلال السنة الحالية بنسبة حوالي 12% بالإضافة إلى التراجع في حركة المسافرين بحوالي 6%. نضيف هنا أنّ منظمة الصحة العالمية لم تتّخذ إلى حدّ الآن إجراءات منع السفر على خلفية اتساع الانتشار الواسع لأنفلونزا الخنازير عبر دول العالم، لكن لا تخفي المنظمة تخوفها من تطورات الوضع الوبائي للفيروس بعد موسم الحرارة أي خلال فصل الشتاء إذ يصبح الفيروس أكثر خطورة وفتكا، قد يطرح ذلك تحديات إضافية على القطاع السياحي ومن خلفه قطاع وكالات الأسفار والنقل الجوي.