تنظّم جامعة الزيتونة، بالاشتراك مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو) أيام 23 و24 و25 فيفري 2010 ندوة علمية دولية حول تدريس العلوم الدينية في مؤسسات التعليم العالي، وذلك بمدرّج عبد الرحمان بن خلدون برئاسة جامعة الزيتونة الكائن مقرها في 21، نهج أبي القاسم الجليزي ساحة معقل الزعيم تونس. سيفتتح الندوة الأستاذ البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وقد جاء في ورقة العمل الخاصة بالندوة: هل يمكن تدريس العلوم الدينية في مؤسسات التعليم العالي بغض النظر عن واقع المجتمعات الإنسانية ودون اعتبار لمختلف المؤثرات والتطوّرات التي تشهدها العلوم الإنسانية؟ من المعلوم أنّ العلوم الدينية مختلفة ومتنوعة، وأنّ لكل دين علومه الخاصة التي تميّزه والتي نشأت عبر مساره التاريخي الطويل. أمّا علم الأديان فهو كونيّ لأنه قائم على معطيات موضوعية تشترك فيها كل الثقافات الدينية وترتبط بالمتقبل الذي هو الإنسان ولا بمصدر القداسة الذي يختلف من مجموعة بشرية إلى أخرى، فالخلط بين العلوم الدينية وعلم الأديان يؤدي حتما إلى إعاقة البحث وتعطيل الحوار. لقد أضحت العلوم الدينية اليوم تمثّل بعدا أساسيا في قضايا الفكر المعاصر، وأصبح كل فكر ديني يتميّز بخصائصه ومناهجه ورؤاه التي تتولد في مداراته المختلفة. وهو ما يجعلنا نؤمن بأنّ القراءة النقدية البنّاءة لمختلف المعطيات التي يتوفّر عليها مجال تدريس العلوم الدينية في مؤسسات التعليم العالي في العالم الإسلامي هي وحدها الكفيلة بتثبيت مسار الإصلاح والارتقاء بهذه الدراسات التي تعكس في النهاية مجمل الأوضاع العلمية في هذه المؤسسات ومستوى النخبة المثقفة في البلاد التي تنتمي اليها. وإذا ما نظرنا إلى المشترك الإنساني على مستوى الشواغل والاهتمامات والتحديات والقيم والمصير فإنّ الأديان السماوية لا تَعْدِمُ في الغالب أرضية الحوار والتقارب لتحقيق المصلحة البشرية. فكيف يمكن أن يكون مستقبل تدريس العلوم الدينية بمؤسسات التعليم العالي في العالم الإسلامي وفي الغرب المسيحي عموما؟ إنّ مشروعية طرح هذا التساؤل نستمدها مما آل إليه واقع العزلة والقطيعة الذي أصبحت بعض مؤسسات التعليم الديني تعيشه في مجتمعاتها بسبب عدم توطين المعرفة الإسلامية في سياق الخطاب الأكاديمي العالمي، هذا فيما يتعلق بالدراسات الإسلامية في العالم الإسلامي. كما نلاحظ انّ الدراسات العربية والإسلامية مازالت تُبحث وتُدرس في الغرب بمعزل عما يجري في الجامعات والمراكز البحثية العربية. ومن هذا المنطلق تأتي هذه الندوة العلمية الدولية التي تنظّمها جامعة الزيتونة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لتتناول بالدرس المعمّق هذه القضايا ومثيلاتها. ويمكن للسادة الأساتذة والباحثين الأجلاء أن يساهموا في هذه الندوة عبر تقديم مواضيعهم وإسهاماتهم في إطار المحاور التالية: واقع تدريس العلوم الدينية في التعليم العالي ومنزلته مناهج تدريس العلوم الدينية (التوصيف والتقويم) وظائف تدريس العلوم الدينية (الخصائص والدلالات) آفاق تدريس العلوم الدينية (الوسائل والأبعاد والأهداف) الإضافات النوعية للعلوم الإنسانية والاجتماعية في تدريس العلوم الدينية. التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي الدينية (مشكلة تشغيل خريجيها، الموارد، الوسائل، المعدات، التحديث..). المقارنة بين مناهج تدريس العلوم الدينية بمؤسسات التعليم العالي في العالم الإسلامي ومؤسسات التعليم العالي بالغرب المسيحي. المقارنة بين محتويات مناهج التعليم الديني حين تُقدّم المسيحية والإسلام في العالم الإسلامي وفي الغرب المسيحي. بحث نقاط الالتقاء التي يمكن أن تؤسس لحوار أكثر نجاعة وموضوعية في تحقيق المشترك الإنساني.