حول سائق سيارة أجرة وجهة فتاة من حي التضامن إلى برج العامري، حيث اغتصبها وتركها عارية، فاستنجدت بثلاثة رعاة لكنهم اغتصبوها بدورهم، وقضت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، ليلة أول أمس بالسجن مدة عشرة أعوام في حق سائق سيارة الأجرة، وستة أعوام في حق الرعاة الثلاثة. وتفيد معطيات ملف القضية التي تعود وقائعها إلى ربيع 2009 أن فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها، تقطن بحي التضامن استقلت مساء سيارة أجرة وطلبت من سائقها إيصالها إلى المرناقية. فانطلق بها وسار في الطريق غير أنه عند أحد مفترقات الطريق الريفية المؤدية إلى باجة، سلك اتجاها يؤدي إلى مناطق فلاحية بعيدة عن مواطن العمران، فاستفسرته عن سبب سلوكه ذلك الاتجاه، غير أنه طمأنها بأنه يريد اقتصار الطريق لا غير، وعند الوصول إلى مكان ناء، أوقف السيارة ونزل منها ثم طلب من الفتاة النزول، ولما امتنعت عن ذلك أنزلها بالقوة ثم جرها إلى مكان كثيف الأشجار، حيث واصلت تصديها إليه، لكنه ونظرا لاختلال موازين القوى بينهما، فقد تغلّب عليها، وأسقطها أرضا واغتصبها واعتدى عليها بعد ذلك بفعل الفاحشة. استنجدت برعاة!! وجاء في تصريحات الفتاة، أن سائق سيارة الأجرة، أكمل وطره ثم تركها شبه عارية، ولاذ بالفرار على متن سيارته.. فتحاملت على نفسها، ولم تجد شيئا تغطي جسدها (من فوق) فبحثت عمّن ينقذها إلى أن شاهدت ثلاثة رعاة أغنام، فهرعت نحوهم، للاستنجاد بهم، ومساعدتها على ستر جسدها والتوجه إلى مركز الأمن، فطمأنوها وتظاهروا بالرغبة في مساعدتها. وباستعمال الحيلة، حوّلوا وجهتها إلى مكان ناء، حيث تداولوا على اغتصابها واعتدوا عليها بالفاحشة، ثم تركوها، ولاذوا بالفرار ومرة أخرى تحاملت على نفسها وسارت باتجاه الطريق الرئيسي، حيث اعترضتها دورية أمنية، وأحاطت أعوانها علما بما تعرضت إليه، فنجحوا في إلقاء القبض على الرعاة الثلاثة، وألقي القبض بعد أسبوع على سائق سيارة الأجرة. وتمسك المظنون فيهم بأن الشاكية مكّنتهم من نفسها طوعا، وبإجراء مكافحة قانونية، بينهم تمسّك كل طرف بتصريحاته. وأحيل المتهمون الأربعة على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس أول أمس، وتمسكوا بتصريحاتهم لدى باحث البداية، وقدمت الشاكية ما يفيد إسقاط حقها في التتبع العدلي ضد المتهمين الأربعة، وبعد المفاوضة، قضت المحكمة بسجن سائق سيارة الأجرة، مدة عشرة أعوام، والرعاة الثلاثة مدة ستة أعوام لكل واحد منهم.