[email protected] ترجي جرجيس «أوقف» النجم فوق ملعبه... والشبيبة القيروانية دوّخت الافريقي وانتصرت عليه... ومستقبل القصرين قضم نقاط الفوز من أمام السي.آس.آس وفرض على الترجي أن يغادر الملعب كما دخله قابضا على الهواء... مثل هذه الامثلة وغيرها تفرض علينا علىالأقل الاقتناع بأن الاندية التي نسمّيها «كبيرة» ليست أكبر من الهزائم... ولو أمام الاندية التي نطلق عليها اسم «الصغيرة»... كما أنها تزيدنا اقتناعا بأن الاختلاف بين أندية الرابطة الاولى يكمن في دفتر الشيكات ومنه نمرّ الى الامكانات... والمركبات والكؤوس والبطولات وحتى شراء الذمم والصافرات... في وقت تغصّ فيه الاندية الصغرى بمشاكلها اليومية... وتنتحر بمبادئها الرياضية... فتتهاوى جمعية وراء جمعية... تحت أنظار القاعدة الجماهيرية التي تدرك أنه لولا هذه الفرق الصغيرة ما كانت «الأخرى» لتكبر... وان مراكز التكوين التي يتحدث عنها الجميع بالصوت العالي لا يمكن أبدا أن تقتل ما في مناطق «الظل الكروي» من مواهب أغلبها يموت في منتصف الطريق... ما جرّني الى هذا الكلام الضجة التي أحدثها انتصار مستقبل القصرين على الترجي... وكأن زملاء بولعابي ينتمون الى رابطة من الدرجة السفلى... أو كأن الترجي يملك لاعبين لا يشق لهم غبار في وقت بانت فيه بالكاشف عديد المفارقات الفنية بين لاعبين يملكون كل شيء يؤمنون في زمن الاحتراف بقانون «خوذ وهات»وبين آخرين كانوا مستعدين ل«أكل العشب» من أجل الحياة... مستقبل القصرين الذي استكثروا عليه الفوز على الترجي لم يكن ليتنفس لولا المنحة الرئاسية... فهو يعيش ظروفا لا تليق بفريق ينتمي الىالدرجة المحترفة الاولى... ولسنا بحاجة الى التذكير بما تعانيه الهيئة لتكون عند وعدها مع لاعبيها وهذه لوحدها جمرة يمشي عليها مستقبل القصرين ذهابا وإيابا... دون نسيان أن هذا الفريق الحر يرفض أن يغمس يديه في خندق «السوق السوداء» للكرة التونسية وبالتالي يتمسك بشرف اللعبة حتى لو غيّبوه وبعثوه الى أسفل درجات السلم الكروي والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة يقول: الى متى سيشمخ جبل الشعانبي ويقف في وجه الريح... في وقت يلعب غيره أكثر «تحت الطاولة» ليستريح؟... رجال القصرين بلا حصر... وهم يصولون ويجولون في كل المجالات وهم قادرون على فك طلاسم هذه الأزمة المادية المدوية ليواصل «المستقبل» طريقه بنجاح... وهنا لابد أن نتوقف عند نقطة هامة جدا داخل فريق قادر بما يملكه على هزم أي منافس في الرابطة الاولى... فما بالك عندما تتحسن الاحوال... ومن هذه الاحوال التي تصل حدّ الاهوال أن مستقبل القصرين من دون كل فرق الرابطة الاولى لا يملك ملعبا إضافيا أو ما يسمّى ب(Annexe) لإجراء التمارين الاحمائية... وهذا ما يزيد في تدهور «الحالة الصحية» لارضية الملعب الرئيسي... وهذا ما يتمنى كل محب غيور أن يتم القضاء عليه في أقرب الآجال ولو بمبادرة شخصية من أحد الرجال... وما أكثرهم في قصرين الفحولة والنضال. على جناح الأمل «مستقبل» القصرين بخير... فلا تضيّعوا هذه الفرصة للوقوف الى جانبه خاصة أنه يسير على سكة الصواب... ولا تتلفوا له المزيد من الاعصاب واتركوه فقط يتلهى بتحسين الحساب حتى لا يدفع فاتورة ظلم ذوي القربى في نهاية الإياب... على جناح الألم شخصيا سمعت الكثير عن اختلاف الرؤية والمفاهيم والاهداف بين رئيس الجمعية السيد محمد الزعبي ونائبه الأول الاستاذ يوسف المحمدي... لكن حين استمعت الى هذا الاخير (المحمدي) وهو يتكلم عن رئيس الهيئة بتلك الهيبة وذلك الاحترام وتلك القدسية في كشف الحق... تأكدت ان حقول القصرين مازالت خصبة ومخضّبة ب«ماء الوجه» وأن الشوك النابت بين رجُلي القرار الى زوال... طالما هناك رجال.